لم يعد تخرج الأبناء والبنات من الثانوية العامة بمحافظة حفر الباطن كل عام مصدر فرح بقدر ما هو هاجس وقلق لهم ولأولياء أمورهم نتيجة عدم وجود جامعة يلتحقون فيها بعد التخرج في ظل اقتصار التعليم العالي بالمحافظة على كلية المجتمع وكلية الهندسة للتخصصات هندسية حيث لا يقبل فيها إلا طلاب (العلوم الطبيعية) إضافة لعدم وجود تخصصات شرعية أو تربوية أو طبية والعلوم الاخرى والتي من المفترض ان تكون ضمن اولويات التعليم العالي في كل منطقة احتراما لرغبة الخريجين ولتحقيق التوازن في المجتمع، اما البنات فالاختيارات في كلية التربية الوحيدة أحلاها مر بسبب تخصصات عفا عليها الدهر، على الرغم من محاولة جامعة الدمام فتح تخصصات جديدة ورفع نسبة القبول والتي لا تتجاوز 1000 طالبة من اكثر من 3000 آلاف طالبة يرغبن في التعليم العالي وما يزيد الأمر سوءا ان اعداد الخريجين والخريجات يتضاعف كل عام حيث من المتوقع تخرج اكثر من 7000 آلاف طالب وطالبة هذا العام في حين اضطر اكثرمن 3000 آلاف طالب وطالبة في الأعوام الماضية الى التوقف عن مواصلة الدراسة او الالتحاق بالجامعات عن طريق الانتساب اوالتعليم عن بعد. وقد تحدث المواطن عبدالله صكب العنزي قائلا أعاني من فراق 2 من ابنائي بعد التحاقهم بجامعة المجمعة واخشى عليهم من اخطار الطريق وابني الثالث سيتخرج هذا العام وتتضاعف معاناتي انا ووالدتهم واخواتهم لاني محتاج لوجودهم بالقرب مني من غير ان يقف ذلك امام مستقبلهم وهذا لا يأتي الا بافتتاح جامعة بالمحافظة تنهي معاناتنا ونتابع ابناءنا وبناتنا حتى ينالوا شرف خدمة هذا الوطن الغالي. كلية التربية خيار طالبات حفر الباطن الوحيد أم محمد تحدثت وهي تبكي حزنا على فراق ولدها مبارك والذي لقي حتفه العام الماضي على طريق النعيرية نتيجة حادث مروري بعد التحاقة بجامعة الدمام وقالت: كان هو المستقبل بعد الله لي ولشقيقاته ولكن حرصه على مواصلة تعليمه دفعه للالتحاق بجامعة الدمام وكنت احمل همّ سفره حتى سافر من غير رجعة رحمه الله واضافت ام محمد ان افتتاح الجامعة بحفر الباطن أصبح ضرورة ملحة ليس لابنائنا وبناتنا فقط بل لمجتمع كامل يعيش في ظل ولاة امر سخروا امكانياتهم لخدمة وراحة اخوانهم وابنائهم المواطنين، من جانبه قال ابو محمد الشمري إنني اجبرت على الحاق ابني محمد بجامعة الدمام واستئجار مقر يسكن فيه بل اخذت قرضا من البنك لشراء سيارة له واصبحنا نعيش في معاناة بعد ان كنا نأمل ان نعيش فرحة بعد تخرجه لو كانت هناك جامعة بالمحافظة بل اني احمل همّ سفره مسافة 1000 كم بين حين وآخر. وينتظر اهالي حفر الباطن تحقيق حلمهم وافتتاح جامعة تحتضن الأعداد الكبيرة من الخريجين وتكون مصدر إشعاع علمي ومعرفي لأكثر من 400 ألف نسمة من سكان حفر الباطن والتي تشهد نموا وتطورا في كل المجالات.