أكد وفد السودان في المفاوضات الجارية مع دولة جنوب السودان برعاية أفريقية في العاصمة تمكسه بالخريطة الدولية التي اعتمدت عليها الشرعية الدولية والإقليمية والتي قام على أساسها استفتاء الجنوب وما تلاه من انفصال واعتراف السودان بتلك الدولة الوليدة. وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة السياسية والأمنية المشتركة من الجانب السوداني السفير عمر دهب إن موقف بلاده هو الاعتماد على الخريطة الدولية التي على أساسها جرى الاستفتاء من أجل تقرير المصير والانتخابات التي سبقت ذلك وهي ذات الخريطة التي نص عليها في اتفاقية السلام الشامل عام 2005م واعتمدتها قوات الأممالمتحدة في جنوب السودان (يونيميس) والقوة الهجين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في دارفور. وأكد أن السودان يعتمد في دعواه على خريطة دولية واضحة المعالم على أساس خط الصفر، فيها تحدد المناطق منزوعة السلاح وتحدد تسوية المسائل العالقة الخاصة بإعادة انتشار القوات ووقف العدائيات وانسحاب القوات كلاً إلى داخل حدود دولتها. وأشار دهب إلى أن ما يقلق الوفد السوداني المفاوض هو أن جنوب السودان الذي استفاد من هذه الخريطة الدولية في ممارسة حق تقرير المصير ونيل الانفصال يأتي الآن لكي ينكر وجود هذه الخريطة. وأوضح أن احتلال منطقة هجليج النفطية، وهو العمل الذي أدانه مجلس الأمن والمجتمع الدولي، إشارة واضحة إلى أنها لا يمكن أن تكون جزءاً من جنوب السودان، وحذر من مغبة اللجوء لمثل هذه الخارطة التي قدمها جنوب السودان والتي ضمت منطقة هجليج. الي ذلك أكملت السلطات السودانية نقل حوالي «12» ألف مواطن جنوبي كانوا عالقين بميناء كوستي النهري وسط البلاد، عبر جسر جوي من الخرطوم إلى عاصمة الجنوب، وشهد مطار الخرطوم تفويج آخر دفعة متجهة إلى جوبا. ووصفت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي السودانية أميرة الفاضل، العودة الطوعية لرعايا دولة الجنوب بأنها عملية إنسانية مشتركة نفذتها الحكومة السودانية بالتعاون مع حكومة جنوب السودان. وقالت إن التعاون في الشأن الإنساني ينعكس على كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأضافت أن العلاقات الاجتماعية ستبقى بين البلدين ولن تتأثر بالانفصال السياسي. من جانبه أعلن مدير المركز القومي للنزوح؛ السر العمدة، اكتمال عملية ترحيل «12» ألف نازح جنوبي إلى جوبا، وطالب حكومة جنوب السودان بأن تتعامل بالمثل مع السودانيين بالجنوب. وامتدح القائم بأعمال سفارة دولة جنوب السودان بالخرطوم؛ مارتن عيسى، الجهود التي بذلت لإتمام عملية تفويج العالقين والتي قال إنها تمت بسلام.