أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن قتلى الجيش الجنوبي في معارك منطقة هجليج النفطية بلغ أكثر من ألفي عسكري ما يدحض أنهم انسحبوا من المنطقة، واتهم المتمردين الشماليين بالتخطيط للزحف من جنوب كردفان إلى الخرطوم لاطاحة حكومته وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بارتكاب ابادة وجرائم حرب في دارفور. وقال البشير خلال زيارة لمدينة تلودي بولاية جنوب كردفان التي هاجمها متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» خمس مرات للاستيلاء عليها، إن جنوده سيصلّون الجمعة المقبلة في منطقة كاودا، المعقل الرئيسي للمتمردين منذ الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وكرر البشير سؤالاً للجنود ثلاث مرات: «الجمعة الجاية وين؟»، وكان الجنود يجيبونه بحماسة لافتة: «في كاودا». وأكد البشير أن حكومة جنوب السودان خلّفت من قواتها في هجليج أكثر من ألفي قتيل، وسخر من مزاعم جوبا بأن جيشها انسحب من المنطقة بطريقة منتظمة، وقال إن جنودها فروا جرياً من المنطقة حتى عمق الاراضي الجنوبية. وكشف البشير أن خطة المتمردين كانت الزحف من تلودي بعد احتلالها إلى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ثم إلى الخرطوم عبر الطريق البري للاستيلاء على السلطة واعتقاله وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية «لكن خاب فألهم وفشل مخططهم». وتوعد بحملة عسكرية ل «تحرير وتطهير السودان من العملاء الذين باعوا بلدهم»، وقال إن المتمردين بزعامة عبدالعزيز الحلو هم واجهات للقوى الاجنبية التي تموّل تمردهم وهي قوى تستهدف السودان في عقيدته وأرضه وإنسانه. وحمل البشير في شدة على «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكمة في الجنوب وقال إنها تريد تحرير السودان «ولكن يحرروه ممن؟». وتابع: «الحاكمون في جوبا هم الأجانب ويحرضونها على القتال، وكانت النتيجة هزيمتهم في هجليج وخسارتهم اكثر من ألفي قتيل». إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن حكومته لن تتوجه الى طاولة المفاوضات مع دولة الجنوب في حال عدم تصدر أجندتها تسوية المسائل الامنية العالقة مع جوبا، واتهم واشنطن بخطف خريطة الاتحاد الافريقي لحل النزاع بين الدولتين وإعداد «طبخة» خلف الكواليس حتى تبناها مجلس الأمن. بيد انه طالب رافضي الخريطة من حزبه - المؤتمر الوطني - بالتريث والنظر إلى ايجابياتها وعدم التسرع ورفضها من دون اتاحة الفرصة لآليات اتخاذ القرار في الحكومة. وقال كرتي في حديث بثته الاذاعة السودانية إن فريق الحكومة المفاوض لن ينخرط في أي محادثات مع الجنوب في حال عدم تصدر اجندتها مناقشة الملف، موضحاً أن الحديث عن التجارة وترسيم الحدود والنفط لن يجدي نفعاً في ظل استمرار العدائيات ودعم جوبا المتمردين المناهضين لحكومته، مؤكداً أن قواتهم لن تنسحب من المناطق المتنازع عليها ما عدا منطقة أبيي لجهة أن خريطة مجلس الأمن لإنهاء النزاع لم تنص على ذلك. وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الهجرة الدولية تلقيها تعهداً من الحكومة السودانية بتسهيل عملية النقل الجوي من الخرطوم إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لما بين 12 ألفاً و15 الفاً من ابناء جنوب السودان الذين تقطعت بهم السبل في الوقت الراهن في ميناء مدينة كوستي في ولاية النيل الابيض المتاخمة للجنوب التي تبعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة. وقالت منظمة الهجرة في بيان وزع في الخرطوم أمس إن الكثير من هؤلاء تقطعت بهم السبل منذ شهور بانتظار نقلهم الى جنوب السودان حيث من المقرر ان يسافروا على متن حافلات من كوستي بالحافلات الى الخرطوم ومنها جواً الى جوبا. وفي تطور آخر أعلنت رئيسة مالاوي جويس باندا أنها طلبت من الاتحاد الافريقي منع الرئيس عمر البشير من حضور قمة تستضيفها بلادها وذلك بسسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية بحقه. لكن مسؤولاً رئاسياً في الخرطوم قال ل «الحياة» إن الاتحاد الافريقي لديه موقف واضح في قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير، مؤكداً أن الحكومة لم تتلق أي إخطار من الاتحاد حول رفض مالاوي مشاركة البشير في القمة، مشيراً إلى أن في حال حدوث ذلك سيكون تراجعاً من الموقف الافريقي وأن حكومته سيكون لها رأي في هذا التطور.