مشروع الحوار الوطني مشروع راق ذو هدف نبيل لا شك فيه، وهدفه الوصول إلى نقطة التقاء بين مجتمع هو خليط بين تيارات دينية وسياسية وقبلية ومناطقيه.. فالحوار الوطني سيحقق تأصيل الحوار في مجتمعنا وتأصيل مفهوم أن" الاختلاف لا يفسد للود قضية" وأن الهدف من الحوار الحصول على نتائج وليس الاختلاف لمجرد الاختلاف. في مواقع التواصل الاجتماعي حيث هناك المزيد من الحرية يظهر لنا مدى الاحتقان بين تلك التيارات لدرجة مخيفة أحياناً.. الاحتقان يظهر لنا أننا مدى حاجتهم لمشروع الحوار الوطني بين الشباب المؤيد لكل تيار، وليس بين رموز تلك التيارات حيث الشباب هو المتبني الحقيقي للتيار، أما الرموز فالحقيقة أن أغلبهم يتبنى فقط بعض التيارات لتحقيق أهداف شخصية وليس للوصول لقناعة أو فكر مفيد في أطروحاته.. ما يجعلنا أيضاً بحاجة لحوار وطني هو أيضاً تلك الطاقات المتفجرة من الشباب في وطننا التي بحاجة الى توجيها بالشكل الصحيح لكي تصب جميعاً في نهر واحد ويشرب منه كل أبناء الوطن فمجرد اختلاف تلك التيارات بسبب أو بآخر هو بالتأكيد ينعكس سلباً على الاستفادة من طاقة الشباب وعلى الوطن ككل. فالشباب الأن وصل لمرحلة من الوعي في أن الاختلاف هو من أجل الاتفاق وليس من أجل الهدم وفرض الرأي.. إن من شوه صورة الحوار الوطني في أوساط المجتمع المدني هم أولئك الذين أدخلوا مشاكلهم الشخصية في مصلحة الوطن فلا هم خرجوا بنتيجة ولا الوطن استفاد منهم، فقط دخلوا في دوامه فرض الرأي بالقوة فكانت النتيجة فشلا ذريعا. الحوار الوطني هو صمام الأمان الحقيقي للتوفيق بين أوساط الشباب الواعي المثمر الذي سيُسخر عقله وجهده في بناء هذه الأرض الغالية.