كشف «أ.د.يحيى زمزمي» -المشرف العام على كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم بجامعة أم القرى- أنّ القائمين على الكرسي يسعون لتحويله إلى مركز بحثي أو وقفي للقرآن الكريم، حيث يكون عمله بشكل دائم ولا ينتهي في زمن معين مثل بقية الكراسي الأخرى؛ كونه يخدم القرآن الكريم، وليحقق الشراكات الدائمة مع جمعيات التحفيظ والجهات العلمية والبحثية في الداخل والخارج. وقال في حوار ل»الرياض» إنّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيدشن الكرسي رسمياً في شهر رمضان المقبل، وفيما يلي نص الحوار: بداية التأسيس * صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء كرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم بجامعة أم القرى قرار تاريخي تفاعلت معه الجامعة، صف لنا هذا التفاعل وكيف كانت بدايات إنشائه؟ - حين أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الكريم بإنشاء كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة القرآن الكريم وجّه مدير الجامعة عميد كلية الدعوة وأصول الدين -كونها الجهة المسؤولة- بتنفيذه، فشكّل عميد الكلية لجنة تحضيرية تكونت ضمت المشرف على الكرسي و"د.فيصل غزاوي" و"د.سالم الزهراني"، فأعددنا التصوّر المقترح للكرسي وتم رفعه عن طريق عميد الكلية إلى مدير الجامعة، ورفع معه ترشيح ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس ليكون أحدهم مشرفاً على الكرسي، بعد ذلك تم اختياري من قبل اللجنة الإشرافية مشرفاً على الكرسي. آلية العمل * كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجامعة أم القرى قطع شوطاً كبيراً في مدة وجيزة، ما هي الآلية التي اتبعتموها في عملكم؟. - في أولى خطوات عملنا في الكرسي عمدنا إلى تكوين فريق يضم "د.فيصل غزاوي"، و"د.يوسف الباحوث"، و"د.أحمد الفريح"، و"د.سالم الزهراني"، وقد حصرنا المهام المناطة بالكرسي ووزعناها فيما بيننا، ثم بدأنا نتواصل ونبحث في الأنظمة واللوائح التي تنظم عمل الكراسي السابقة في جامعة الملك عبدالعزيز والملك سعود، وخلال هذه الفترة بدأنا نتواصل مع الزملاء المعنيين في الجامعة لتأسيس عمل مؤسسي لا يتوقف على شخص معيّن في حال اعتذار أيّ شخص مستقبلاً، وإنما يكون هناك فريق مستوعب للعمل، كما شكلنا مجلساً تشاورياً برئاسة أستاذ الكرسي إمام وخطيب المسجد الحرام "د.عبدالرحمن السديس" بعد نضوج الأفكار الأولية، وأنجزنا بعض المشروعات وحضر اللقاء التشاوري قرابة (13) شخصاً منهم ثلاثة من أئمة المسجد الحرام وهم الشيخ "د.عبدالرحمن السديس" والشيخ "خالد الغامدي" والشيخ "فيصل غزاوي"، إضافةً إلى الفريق الإداري وعميد كلية الدعوة وأصول الدين وبعض وكلاء الكلية، وكان الهدف تحديد توجه الكرسي ورؤيته ورسالته العامة والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، وهناك نقاش علمي حدد لنا توجهنا ولعل ما أشعل فينا الحماس الاهتمام الكبير الذي قابلنا به فضيلة الشيخ د.عبد الرحمن السديس، حيث كان حماسه سبباً رئيساً في دفعنا بقوة نحو إنجاز بقية الأعمال ومواصلة الركض اليومي تجاه الوصول إلى وضع القواعد الأولى لانطلاق الكرسي، ونحن الآن في مرحلة تحضيرية ولا نعتبر أنفسنا قد بدأنا وإنما هدفنا أن نعرف ماذا عند الآخرين ونبدأ من حيث انتهوا، وهذا هو الهدف من استضافة كبار المتخصصين ومنهم العاملون في كراسي متخصصة في القرآن الكريم، كي نحدد الاحتياجات في الجوانب التي لم تخدم من خلال ورش العمل، إضافةً إلى الوقوف على المجالات التي يمكن من خلالها عقد شراكات مع الجهات ذات العلاقة ومن بينها جمعيات التحفيظ ومعاهد ودور التعليم القرآني، ونحن نعتبر اللقاء بنية قوية لما بعده، وسنعطي المخرجات لكل من يحتاجها، وسنضع التصور العام للمخرجات حيث سيشارك معنا نخبة من العلماء، ونتوقع أن تكون هذه المخرجات والتوصيات مُنيرة لطريق عمل الكرسي، فنحن نعمل على مرحلة تحضيرية نخطط ونعد للانطلاقة الحقيقية وسيكون التدشين الرسمي برعاية خادم الحرمين الشريفين في شهر رمضان المقبل. رؤية مستقبلية * كيف تصف وضع الكراسي الموجودة في جامعات المملكة؟، وما هي طموحاتكم المستقبلية في كرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم؟ - الكراسي الموجودة حالياً في جامعات المملكة تصل إلى (250) كرسياً، وهي تجربة جديدة حتى الآن لم تصل إلى رؤية موحدة في الجامعات، فهناك تباين كبير في النواحي الإدارية والعلمية، ونحن نعرف أنّ فكرة الكرسي تدور حول الوصول إلى منتج أو اختراع جديد لعلاج مرض معين، فالكرسي يؤسس مثلاً خلال ثلاث أو خمس سنوات لإيجاد حل معين أو الوصول إلى نتيجة معينة فيجري الأبحاث والدراسات حتى يصل للمنتج، هذه الصورة أشعر أنّها غير واضحة للجميع هناك عمومية، حيث إنّه لم تكن هناك لائحة موحدة لهذه الكراسي بل اجتهادات من قبل كل جامعة، فلا توجد هناك سياسة عامة تحكم الكراسي لكن هي مرحلة وبداية طبيعية، أمّا طموحاتنا فهي أن يتحول كرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم إلى مركز بحثي أو كرسي وقفي كونه من مكة ويختص بالقرآن الكريم ونأمل تحويله إلى مركز بحثي دائم أو وقفي، بحيث يكون عمله مستمراً ولا ينتهي مثل بقية الكراسي الأخرى التي ينتهي عملها خلال ثلاث أو أربع سنوات، والجانب الآخر نسعى لتحقيق أقصى درجات التنسيق والتعاون مع الجهات المهتمة بالقرآن، ونخطط أن يكون لنا شراكة مع الجهات العالمية من خلال محور الشراكات.