تسعفني ذاكرتي لأسرد معلومة عن البدايات في حياتي التحكيمية التي بدأت عام 1383ه لحكم متدرج مع نخبة من الزملاء لنأتي بتلك الخطوة الساطية المقترنة بالدافع الوطني لكي ننظف الملاعب من الحكم الأجنبي الذي كان متسيداً على أمور التحكيم ادارياً وقانونياً لنبدأ دخول هذا المجال بمكافأة ضعيفة قدرها خمسة وعشرون ريالاً وفي بعض المباريات التي يتواجد فيها جماهير يصرف لنا الشيخ محمد الصائغ - رحمه الله - خمسون ريالاً حتى جاءت اللائحة ووصلنا إلى أربعمئة ريال بعد عشرين سنة أو أقل ولأننا لم نكن نعير المادة أي اهتمام فقد كنا نسافر إلى محافظة القصيم في الثمانينيات الهجرية بسبعين ريالاً تذهب كلها أجرة سيارة وقيمة وجبات الطريق ويتبقى لنا مبلغ زهيد. * اليوم الحكم ينال من المكافآت الشيء المرضي ويتمتع بمميزات تساعد الحكم على النجاح لولا تأخر بعض الاستحقاقات المستحقة نظير التنقلات بين مدينة وأخرى وما يلاقونه من متاعب كان الله في عونهم وقد عشت تلك الحالات عندما كنت مراقباً فنياً. * يحتاج حكم اليوم إلى محاضرات مكثفة ميدانية يقوم عليها حكم سابق مقنع له تاريخ ميداني يملك الخبرة النظرية والتطبيقية على أرض الميدان ولدي قناعة أن اللجنة الرئيسية تدرك أهمية هذا الجانب سيما ان جل الحكام في هذا الوقت لم يمارسوا كرة القدم وربما البعض جاء لهدف الكسب المادي غير آبه بتلك الأخطاء التي يقع فيها بين مباراة وأخرى تاركاً وراءه أخطاء قاتلة يتحملها الآخرون مما يفقد الثقة رويداً رويداً في الحكم الوطني وتستمر في الاعتماد على الأجنبي بتلك المكافآت التي تتحملها أحياناً الأندية. * أبنائي الحكام، ونحن على أبواب سنة رياضية جديدة أتمنى أن تدركوا عظم المسؤولية لتحققوا النجاحات المطلوبة والله معكم. * استاذ محاضر في قانون كرة القدم