[ ما بين أفخم وأغلى المشاريع الاستثمارية المتاخمة للمسجد الحرام يلتقي قرابة 15 ألف عامل على مدار الساعة حيث يجمعهم أداء الصلوات المفروضة في الساحة المهيبة لأطهر بيت وفي أقدس بقعة . هذا الكم الهائل من العمالة يعملون لدى شركتين سعوديتين عملاقتين الأولى تشرف على أعمال بناء الحرم المكي الجديد ومجمع دورات المياه الجديد والأخرى تنفذ مشروعا عملاقا يضم فنادق ومجمعات تجارية وتبلغ كلفة تلك المشاريع أكثر من 80 مليار ريال تمثل في مجملها بناء أول واجهة حضارية للحرم المكي في عهد خادم الحرمين الشريفين . ملتقى العمالة اليومي يتحول إلى ساعات للراحة والوضوء وأداء الصلوات وتبادل الأخبار والمنجز من المشاريع الكبرى . العدد الهائل للعمالة يمثل شرائح متعددة من الفنيين والمهنيين والمهندسين لبناء مجمع جبل عمر التجاري السكني الذي يحتوي على فنادق ومراكز تجارية وأسواق وخدمات عامة وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع حوالي مائتين وخمسين ألف نسمة بالإضافة إلى طاقة استيعاب للمصلين تبلغ حوالي أربعمائة ألف مصلّ. ويواصل العمال الليل بالنهار لإنجاز المشروع الضخم الذي تبلغ مساحته 230 الف متر مربع لتأمين السكن المناسب لعدد 34.5 الف شخص ، واستحداث مناطق سكنية وتجارية نموذجية وفق معايير التخطيط الحديث مراعية لترابط النسيج العمراني وطبوغرافية الموقع وتسهيل حركة المرور للحجاج والمعتمرين وتوفير 12 موقفا للسيارات وانشاء مصليات مغطاة تتسع لحوالي 80 الف مصل مع دورات المياه بالإضافة للمصليات المكشوفة ومواقع للخدمات العامة ويقول إيهاب إبراهيم فني تبريد انه فخور بالعمل لتنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي يسجل له سيرته الشخصية . تنفيذ المشاريع العملاقة جمعت عمالة خمس جنسيات آسيوية وأفريقية في حين أصبحت المشاركة من قبل العمال والفنيين في تلك المشاريع أشبه بشهادة يفتخر بها الكثيرون أمام أهاليهم وذويهم ، ارتداء العمالة للزي الموحد وأحذية العمل جعلهم يفضلون أداء الصلاة في الساحات المحيطة بدلاً من الدخول لأروقة الحرم المكي رغبة منهم في عدم إذاء المصلين بملابس العمل .