لا يخفى على الجميع المشاكل التي نواجهها يوميا من شركات المقاولات والانشاء والتعمير من سوء تنفيذ لآلاف المشاريع وتأخر في تسليمها في موعدها المتفق عليه ورداءة العمل مما ادى الى ظهور شوارع متهالكة ومبانٍ جديدة اشبه ماتكون بالقديمة وفي اي مكان قلبت فيه نظرك وجدت مشروعاً متعثراً او مشروعاً نفذ بطريقة مخجلة مما اعاق التنمية في بلدنا واخرنا عن ركب الدول المتطورة وادى الى استنزاف اقتصادي وعمراني لخيرات وثروات المملكة وقد كان بالامكان الاستفادة منها في مواقع اخرى. بل ان اغلب الشركات العاملة في هذا الوطن المعطاء تتقدم لعشرات المشاريع وتنافس للفوز بها دون ان تتأكد من قدرتها الآلية والبشرية على التنفيذ مما يضطرها في نهاية الامر الى تسليم تلك المشاريع المتعثرة الى شركات ومؤسسات بالباطن بمبالغ رخيصة مما يؤدي بالتالي الى تنفيذ سيء وجودة متدنية والخاسر هنا هو مواطن هذا البلد الذي كان يعلق املاً كبيراً على تلك المشاريع ولكنها مع الاسف تخيب امله وتجعله يتمنى انها لم تكن من الاساس. ولذا فاعتقد ان دمج آلاف الشركات العاملة في البلد تحت مظلة شركة مقاولات واحدة تتولى الاشراف بشكل عام على مشاريع المملكة في جميع المناطق ويتم طرحها للاكتتاب العام حتى تستفيد منها اغلب شريحة من سكان هذا البلد الطاهر وتقوم بتوظيف آلاف الشباب السعودي اذ ان شركة بهذه الضخامة ستحتاج بلا شك الى آلاف الشباب من السعودي للعمل في الاعمال المكتبية والميدانية كل حسب تخصصة ورغبته وحاجة الشركة له. كما ان هذه الشركة تكون مسؤولة بشكل مباشر عن اي مشروع متعثر في البلد وتكون المسؤول الاول امام الدولة عن اي تأخير وبهذا الشكل تنجز المشاريع ويقل المتعثر منها بدلا من الوضع الحالي الذي تتناقل فيه الشركات مسؤولية تنفيذ اي مشروع من شخص الى آخر لينتهي المطاف بنا الى لا شيء خاصة وان المشاريع المنفذة بالباطن اثبتت فشلها الذريع على مختلف الاصعدة. ما اود ان اقوله هنا هو ضرورة ان يتم انشاء هذه الشركات العملاقة باسرع وقت ممكن لتنفذ في البداية مشاريع الوطن بكل امانة واخلاص وتعود بالنفع المادي على المستثمرين والمساهمين فيها وتوطن آلاف الوظائف للعدد من شبابنا العاطل وفي نهاية الامر تكون مكاسبها داخل وطننا ليعود النفع والخير على الجميع ولنا في تجرية شركة ارامكو ونجاحها اعظم مثال واسمى بيان وبالله التوفيق. *جامعة الخليج