يشارك الجيل الفلسطيني الجديد من الفنانين في معركة الثقافة والهوية الحضارية العربية الإسلامية للقدس، وبقية الديار الفلسطينية، من خلال الحضور الحقيقي لأعمال جادة وعميقة، وعبر الصمود الرائع بروحية الفنان المتميز الذي تربطه مع المتلقي علاقات وشيجة، وينال على أعماله العديد من الجوائز العربية والعالمية، وهو في كل ذلك يقدم صورة ناطقة على تمسك الفلسطيني بأرضه، وتراثه، ومستقبله، حيث يفتح الفن العيون دائماً على محاولات الاحتلال الرامية إلى تقزيم الدور الحضاري للإنسان العربي، ويعمل على إبقاء جذوة الحلم والحياة موجودة رغم كل الظروف الصعبة، من هؤلاء الفنانين سهيل خوري مدير معهد إدوارد سعيد للفن والموسيقى الذي جمعنا معه اللقاء التالي: لو تعطينا فكرة عن معهد ادوارد سعيد. - المعهد يضم 550 طالباً، وهو مشروع فني لتعليم الموسيقى، وربط الناس في الأرض المحتلة بحياة أكاديمية، وإطلاق الطاقات الفنية المبدعة التي تمثل إرادة الشباب على الحياة، والتمسك بالحلم والمستقبل، لأن هدف الاحتلال هو تدمير الكائن البشري من الناحية المعنوية، وقتل الإرادة، وتحويله إلى شخصية جاهلة، ويائسة من الحياة والوجود. متى بدأت الفكرة؟ - فكرة تعليم الموسيقى بدأت في جامعة بيرزيت منذ بداية الثمانينات، هذه الجامعة التي تحمل مشعل الوطنية والتمرد على الاحتلال، ثم انتقلنا إلى القدس، لكن بيرزيت تبقى الحاضنة الأساسية لفعاليات المعهد ونشاطاته. أنت خريج بيرزيت. - درست في جامعة بيرزيت، ثم واصلت دراستي في الولاياتالمتحدة. ما هي الفكرة الأساسية من قيام مشروع كهذا؟ - الفكرة الأساسية هي تعليم الموسيقى، التي تعبر عن رقي الشعب، ومستواه الحضاري، وخاصة لدى الطلاب الذين لا يمتلكون الإمكانات المادية، حيث تقوم بعض الدول الصديقة بدعم المشروع وخاصة السويد، إضافة إلى أن المعهد يقوم بتعليم الموسيقيين الصغار الصاعدين، إنه يعطي الناس الحافز، والشعور بالأمل. أين يقع المبنى حالياً؟ - يتم بناء جديد وجميل على جبل الزيتون في القدس القديمة، حيث نرى منه قبة الصخرة. هل ثمة توجه لإجراء مسابقة مارسيل خليفة التي يتبناها المعهد في القدس؟ - يهمنا أن تكون مسابقة مارسيل في القدس، ونتمنى أيضاً أن تكون المسابقة عربية في الوقت الذي يسمح فيه للعرب بالتواجد في القدس بسبب الأهمية الوطنية والثقافية. هل هي دعوة للفنان العربي بالمجيء إلى القدس؟ - ندعو العرب دائماً للقدوم للقدس، وفي أول فرصة ممكنة فهي مهددة، وبذلك تحول المسابقة إلى مسابقة عربية. من يشارك في المسابقة؟ - فلسطينيو الضفة والقدس، إضافة إلى أعداد في فلسطين 1948، وعدد لا بأس به من غزة. ما المعوقات التي تواجهكم في معهد ادوارد سعيد للموسيقى؟ - المعوقات تمثل بالنسبة لنا تحدياً كبيراً، لكن بحكم التجربة صار لدينا خبرة في المسابقات، وخبرة في تهريب الناس عن طريق الجبال والتلال، عملية خطرة جداً لبرنامج، مخيم، أوركسترا، أستاذ يعلم آلة قانون ثم يغادر القدس، هناك معوقات لدى أهلنا في فلسطين 48، الذين يأتون إلى القدس، ثم يذهبون إلى رام الله، وبيرزيت، بالنسبة لأهل القدس الجميع يشارك، كذلك يتاح المجال للأهل في الجولان المحتل.