ينتشر العديد من الأسواق الشعبية بكافة مناطق عسير وهي ذات عراقة تاريخية منذ زمن بعيد حيث كانت ملتقى لكل القبائل بمختلف المدن والقرى والهجر وما زالت تلك الأسواق شاهدة على حضارة المملكة وماضيها العريق حتى الآن. جولة سريعة على هذه الأسواق تكشف لك رابطا خفيا وجميلا بين الماضي والحاضر و المستقبل ، رابطا قلما تشاهده في الاسواق الحديثة ، هذه الاسواق على اختلاف مسمياتها تتشابه كثيرا في طرق البيع والشراء حيث ان الباعة يبدأون بتجهيز بضائعهم من أواخر اليوم الذي يسبق يوم السوق وحتى صباح اليوم التالي ، بالإضافة إلى ان هذه الاسواق كانت تحت حماية القبيلة التي تحتضن السوق وتدافع عنه وتنشر الأمن بين المتسوقين ومراقبة الأسعار وجودة المعروض للمتسوق. هذا بالإضافة لكونها مكانا لإعلان الحروب وعرض الخطباء أو إرسال الرسائل بين القبائل قديمًا وكان السوق هو المكان الوحيد لمحاكمة المجرمين والمتعدين على أحكام السوق واختراق شروطه، كما أن العلماء كان لهم دور كبير في السوق، حيث كانوا يقومون بتثقيف وتوعية الناس للدين والمحافظة على أوقات الصلاة ومن مظاهر الأسواق الشعبية قديمًا أنها تتسم ببعض القيم التي تحث الناس على فعل الخير والسوق سابقًا كان بمثابة مركز اعلامي يشبع رغبة الناس بالأخبار والمعلومات بشكل دوري كل يوم يقام فيه السوق كما كان للتنويه وإذاعة الأخبار وإعلانات أوامر الدولة والتعاميم مثل منع قطع الأشجار الخضراء وغيرها، إضافة إلى بعض الأعمال المستمدة من بعض العادات القديمة الصالحة والتي تحث الناس على فعل الخير والجميل والتسامح فيما بين القبائل ويدلل بذلك رفع راية بيضاء إشارة للوضوح والعرفان بالجميل لمن هو أهله وتضم الأسواق الشعبية الأدوات الزراعية والصناعات المحلية وكذلك منتجات السمن والعسل الطبيعي والأغنام وغيرها والخضار والفواكه المحلية والصناعات المحلية مثل الخناجر والسيوف والبنادق الشعبية والأدوات المنزلية مثل الأواني الفخارية التي تستعمل في المعيشة اليومية مثل المدر والتنور لصناعة الخبز بأنواعه الإضافة لوجود سوق متكامل لبيع الماشية ويبدأ الاستعداد له منذ عصر الأحد من حيث اعداد البسطات والمواقع. ويوجد بمركز الحرجة التابع لمحافظة ظهران الجنوب سوق شعبي يقام يوم الاثنين من كل أسبوع ويحوي كل المعروضات الشعبية من صناعات يدوية أو منتجات زراعية وفي محافظة بيشة وبحكم موقع بيشة الجغرافي الذي جعلها في نقطة الوسط بين نجد والحجاز وعسير فقد كانت ولا تزال ذات أهمية تجارية حيث كانت تقام فيها قديما الأسواق الشعبية التي كانت لها حركة دائبة ونشاط تجاري قوي يتبادل فيها أهالي نجد والحجاز وعسير السلع والمنتجات ومن تلك الأسواق ، وللاهمية القصوى لموقعها استطاعت ان تحجز وبشكل يومي مكانا لدى التجار فمثلا سوق السبت ويقام في (تباله) ، سوق الربوع ويقام في هرجاب ، سوق الاثنين ويقام في صمخ ، سوق الثلاثاء ويقام في (الثنية) ، سوق الربوع ويقام في (الروشن) من بعد صلاة العصر من كل أربعاء وحتى المغرب ، سوق الربوع ويقام في (الديلمي) من الصباح الباكر من كل أربعاء وحتى المغرب ، سوق الخميس ويقام في (النقيع) من الصباح الباكر من كل يوم خميس وحتى المغرب من نفس اليوم ، سوق الخميس ويقام في (نمران) من الصباح الباكر من كل يوم خميس وحتى المغرب من نفس اليوم ، سوق الجمعة ويقام في (الجنينة) من الصباح الباكر وحتى صلاة الجمعة ، سوق الاثنين ويقام في (واعر) ببيشة ابن عمير من بعد صلاة العصر وحتى المغرب ، سوق الاحد ويقام في (البهيم. وادي ترج) من بعد صلاة الظهر وحتى المغرب ، سوق الأحد ويقام في خيبر الجنوب ، سوق الخميس ويقام في الحفيرة بهرجاب ، سوق الخميس ويتبعه أيضا الجمعة في (مركز القوباء) 100 كلم جنوب غرب بيشة الوقت الجمعة صباحا والخميس مساء بالإضافة إلى سوق السبت ويقام في ( الشقيقة ) من العصر وحتى المغرب. وبعد امتداد يد الحضارة والبناء إلى بيشة في العهد السعودي انتشرت الأسواق المركزية الحديثة في كل حي وشارع ، بل إن المملكة أصبحت بمثابة سوق تجاري ضخم يجد فيه المقيم والمسافر حاجته أينما حل وارتحل هذا وساعدت الطرق الحديثة التي ربطت بيشة بنجد والحجاز وعسير بشكل كبير في نمو وازدهار الحركة التجارية بالمنطقة. والجدير بالذكر بان الأسواق الشعبية تحظى باهتمام كبير من قبل الجهات الحكومية حيث تعمل على إيجاد المواقع المناسبة لها وإعداد تصاميم هندسية متناسبة مع واقع هذه الأسواق حيث يطبع عليها التصميم التراثي والشعبي وتم ايجاد المساحات الواسعة داخل المدن والمحافظات والمراكز لتشييد المباني الحديثة لهذه الأسواق حفاظا على تراث الأجداد وقد ساهمت هيئة السياحة والآثار في دعم وتنمية هذه الأسواق والحفاظ على استمرارها حيث أنها جزء من حياة الناس ومكان عيش لعديد من السكان حيث أنها تحوي المحلات والبسطات التي ربما هي السبيل الوحيد لكسب لقمة العيش ولعل استمرار هذه الأسواق منذ قديم الزمان يدل على الحفاظ على الأصالة والتراث والأسواق الشعبية تحوي تاريخا عريقا بين أروقتها لما كانت تتمتع به من حركة تجارية مستمرة وكان الناس يعدون العدة من اجل التسوق بهذه الأسواق واقتناء معروضاتها المختلفة وأصبحت تلك الأسواق في الوقت الحاضر مقصدا للسياح سواء من داخل المملكة أو خارجها حيث يحرص أي زائر لمنطقة عسير على زيارة أسواقها الشعبية وكانت تلك الأسواق قد حظيت بزيارة عدد من الوفود الأجنبية التي تزور المملكة سنويا حيث تنظم لهم الزيارات الخاصة للتسوق في أروقة هذه الأسواق والاقتناء من مقتنياتها التراثية والشعبية ويحرص الزوار لتك الأسواق للحصول على الصور التذكارية لحركة تلك الأسواق ومن هنا فان الأسواق الشعبية ستظل محافظة على عراقتها التاريخية والتراثية. أحد الباعة يستريح بعد يوم مرهق بساطة في العرض تعدد المعروضات صناعات بدائية لها زبائنها سوق ظهران سوق تبالة سوق التمر سوق بيشة سوق ظهران الجنوب