قررت الهيئة الملكية تشييد منطقتين ضخمتين للصناعات التحويلية البلاستيكية والكيماوية لجذب عشرات المصانع الصغيرة والمتوسطة تحمل اسم "بلاس كيم" في الجبيل2 وينبع2 في مجمعين صناعيين متكاملين متاخمين للصناعات الأساسية تدعم كلاهما الأخرى، حيث تستفيد الصناعات الصغيرة والمتوسطة من موارد الصناعات الأساسية الخام بينما تستفيد الأخيرة من منتجات الأولى النهائية وخدماتها اللوجستية من معدات ومواد، وذلك كمبادرة ريادية من قبل الهيئة الملكية وشركتي (سابك) وارامكو السعودية، حيث من المقرر ان تشيد المنطقتين على مستوى عالمي تنافسي يفوق مثيلاتهما في العالم. وما يضمن نجاح هذه الخطة الاستراتيجية قوة التلاحم المتين بين الهيئة الملكية و(سابك) وأرامكو وتحالفهم كمضلع ثلاثي فريد من نوعه، إضافة إلى انخفاض تكاليف إنشاء الصناعات الصغيرة والمتوسطة مقارنة بالصناعات الأساسية المكلفة جداً فضلاً عن قدرتها على خلق فرص وظيفية أكبر من الصناعات الأساسية بواقع ستة مرات. أعلن ذلك ل"الرياض" المهندس فيصل الرشيد مدير إدارة الاستثمار والتكامل الصناعي في الهيئة الملكية في الجبيل وينبع وقال أن الهيئة الملكية قد بادرت بفكرة تشييد موقع "بلاس كيم" ليضم صناعات بلاستيكية كيماوية تحويلية صغيرة ومتوسطة متاخمة للصناعات الأساسية لإنتاج منتجات نهائية استهلاكية متنوعة وتقديم خدمات لوجستية مختلفة لتمثل منطقة خدمات إنتاجية واحدة “ One Stop Shop”، وذلك بالتعاون والتضامن مع كبار المصنعين الأساسيين مثل (سابك) وأرامكو السعودية وشركات أساسية أخرى سوف تقدم المواد الخام الوسيطة لدعم تلك الصناعات فضلاً عن تقديم المشورة والدراسات الفنية للمنتج المراد تصنيعه قبل الشروع في تشييد المنتج المستهدف. وأشار إلى أن الهيئة الملكية سوف توفر في الموقعين كافة احتياجاتهما من بنية تحتية ومنافع متكاملة وخدمات الربط المباشر بالميناء وخدمات الجمارك ومكاتب للخدمات الطبية والسكنية والحكومية في موقع واحد، في ظل الحاجة للدعم الفني والتقني، حيث ستتم الاستعانة بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومعاهد التدريب بالرياض وينبع ومركز سابك للأبحاث ومركز سبكيم، في حين تضطلع الهيئة الملكية للجبيل وينبع بدور كبير في تقديم الخدمات للمجمع وكذلك مقدمي الخدمة في كلا المنطقتين الجبيل وينبع لبناء مجمع صناعي ذو تنافسية عالية. وأشار المهندس الرشيد إلى أنه قد تقرر تشييد الموقع بالجبيل2 إلى جانب مجمعي صدارة وساتروب الضخمين للتكرير والبتروكيماويات لتقديم المواد الخام المطلوبة للصناعات التي سوف تقام في هذه المنطقة إضافة إلى توفير المواد المماثلة من (سابك) والشركات الأساسية الأخرى، فضلاً عن تقديم الدعم الفني والتكنولوجي من قبل كبار المصنعين للصناعات التي سوف تقام في المنطقة. وبين بأن مثل هذين المجمعين سوف يضيفان مزايا فريدة للجبيل وينبع من ناحية القيمة المضافة من خلال استغلال توافر المواد الخام إضافة إلى ما تتمتع به المدينتين الصناعيتين من موقع استراتيجي وخدمات لوجستية مدعمة ببنية تحتية عالمية المستوى ما يهيئ فرص النجاح للمجمعين المزمع بناؤهما. وذكر بأن المجمعين سوف يساهمان في خلق المزيد من فرص العمل (حتى 6 مرات) مقارنة مع الصناعات الأساسية إضافة إلى انخفاض كلفة الاستثمارات مقارنة مع الاستثمارات البتروكيماوية وسوف تساهم في سد الفجوة الاقتصادية بين البتروكيماويات وقطاعات الطلب الأساسية (السيارات، والتعبئة والتغليف، والبناء)، وتوفير سهولة الوصول إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية النهائية. وسوف يجذب المجمعان صناعات تحويلية لمجموعة كبيرة من المنتجات مثل مواد البناء وتشمل الأنابيب، واللوحات، والعزل، والطاقة والمرافق العامة، وتتيح فرص إقامة صناعة أجزاء السيارات وتشمل المصدات، والمقاعد، ولوحات القيادة، والأضواء، والإطارات، والطلاء ،كما تجتذب صناعة التعبئة والتغليف والحاويات، إضافة إلى صناعة الإلكترونيات مثل أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف المحمولة، والأجهزة المكتبية، فضلاً عن صناعة المنسوجات مثل الملابس الصناعية وغيرها والحبال، وكذلك صناعة الدهانات ومواد الطلاء الصناعي والمذيبات، وغيرها من الصناعات.