تمثل السنوات الاولى من عمر الطفل مرحلة من النمو السريع للطفل والذي يحتاج فيه الى غذاء جيد ومتكامل ففي حين نجد تسارع نمو الطفل خلال السنة الاولى من عمره فان ذلك النمو يبدأ في التباطؤ في السنوات التالية. نقص العناصر الغذائية الاساسية في طعام الطفل قد يكون سببا في تأخر نموه الجسدي والعقلي. يعاني ملايين الاطفال حول العالم من مشاكل سوء التغذية حيث تقل مناعة الطفل ويكون عرضة للامراض او حتى الوفاة. تُعد منظمة الاممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" بتواجدها القوي في 155 دولة، منظمة رائدة في العالم في مجال الدعوة لقضايا الأطفال ويتمثل جوهر عمل اليونيسيف في الأعمال الميدانية، بوجود 126 مكتباً قطرياً يقوم بعضها بخدمة عدة دول. يضطلع كل من هذه المكاتب بمهمة اليونيسيف من خلال برنامج تعاون فريد تم إعداده مع الدولة المضيفة. ويركز البرنامج المعد لخمس سنوات على السبل العملية لإحقاق حق الطفل. حيث يتم تحليل احتياجاتهم في تقرير عن الحالة الذي يتم إعداده في بداية دورة كل برنامج. وتقوم المكاتب الإقليمية بتوجيه هذا العمل وتوفير المساعدة التقنية إذا دعت الحاجة إلى ذلك. ويعد عمل اليونيسيف جزءاً كاملاً من أنشطة الأممالمتحدة في أي بلد. نستعرض اليوم ما أوردته تلك المنظمة بشأن مشاكل سوء التغذية عند الاطفال وبعض الحقائق المرتبطة بذلك. يعكس توقف النمو وجود نقص مزمن في التغذية حيث يتفاقم بفعل المرض. ويمثل ذلك مشكلة ذات أبعاد أكبر مقارنة بأشكال نقص التغذية الأخرى. فمن بين الأطفال دون سن الخامسة في العالم يقدر عدد من يعانون من توقف النمو بنحو الثلث، أي 195 مليون طفل، بينما يعاني 129 مليون طفل آخرين من نقص الوزن. ينوء أربعة وعشرون بلداً بنسبة 80 في المائة من عبء نقص التغذية مقدراً على أساس توقف النمو في العالم النامي. ترتفع معدلات توقف النمو في أفريقيا وآسيا بشكل خاص، حيث تبلغ نسبتها فيهما 40 في المائة و 36 في المائة على التوالي. ويقيم أكثر من 90 في المائة من أطفال العالم النامي المصابين بوقف النمو في أفريقيا وآسيا. يولد ما مجموعه 19 مليونا من المواليد الجدد في كل عام في العالم النامي مصابين بنقص الوزن عند الولادة، الأمر الذي يرتبط بسوء التغذية عند الأم، وعلى سبيل المثال يوجد في الهند أكبر عدد من الأطفال المصابين بانخفاض الوزن عند الولادة في العام الواحد: 7.4 ملايين. يمكن أن يكون لارتفاع التغطية بالممارسات المثلى للرضاعة الطبيعية، وخاصة الاقتصار على الرضاعة الطبيعية طوال الأشهر الستة الأولى من العمر، أكبر تأثير لعامل واحد على بقاء الطفل، لإمكانية أن يمنع وفاة 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة. ومع ذلك فلم تتجاوز معدلات الاقتصار على الرضاعة الطبيعية في عام 2008 نسبة قدرها حوالي 37 في المائة في البلدان النامية. تشير أحدث البيانات إلى أن 36 بلداً قد بلغت النسبة المستهدفة للاستخدام الكافي من الملح المعالج باليود في 90 في المائة من الأسر المعيشية على الأقل. وهذا يمثل زيادة في العدد من 21 بلداً في عام 2002، وهو العام الذي اعتمد فيه الهدف العالمي للملح المعالج باليود في دورة الجمعية العامة الاستثنائية المعنية بالطفل. وعلى الرغم من هذا التقدم الهام، ما زال حوالي 41 مليوناً من المواليد الجدد في كل عام دون حماية من النتائج الدائمة المتمثلة في التلف الدماغي المقترن بنقص اليود. في عام 2008، تم توفير الحماية الكاملة من نقص فيتامين ألف لنسبة تبلغ 71 في المائة من جميع الأطفال في البلدان النامية بإعطائهم جرعتين تكميليتين من فيتامين أ، الأمر الذي يحد بشكل ملحوظ من اعتلال الأطفال ووفياتهم وإصابتهم بالعمى المرتبط بالتغذية. وفي أفريقيا، زادت التغطية الكاملة بالجرعات التكميلية من فيتامين أ خمسة أمثاله منذ عام 2000، الأمر الذي يعزى إلى حد كبير الى إحياء أيام صحة الطفل كل سنتين، التي تشكل الأرضية الرئيسية لتوزيع جرعات فيتامين أ التكميلية في كثير من البلدان الأفريقية. وزادت التغطية عن الضعف في أقل البلدان نمواً، فارتفعت نسبتها من 41 في المائة في عام 2000 إلى 88 في المائة في عام 2008. نوعية الغذاء مهمة نقص التغذية الحاد تدعم اليونيسف الأخذ على نطاق واسع بالنهج النابع من المجتمع في التعامل مع نقص التغذية الحاد . ويشمل هذا النهج الاكتشاف المبكر لنقص التغذية الحاد في المجتمع المحلي وتقديم العلاج لمن لا يعانون من مضاعفات طبية بتوفير الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال في المنزل. وإذا ما تم الجمع بالشكل الصحيح بين هذا النهج وبين تقديم الرعاية في المرافق الصحية للمصابين بمضاعفات وتنفيذها على نطاق واسع، فإنه يمكن أن يمنع وفاة مئات الألوف من الأطفال. اليونيسيف هي أكبر مشترٍ للأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال على نطاق العالم، وهي توفر هذا الغذاء المعزز العالي الطاقة لعلاج الأطفال المصابين بنقص التغذية الحاد كما تعمل اليونيسيف بالتضافر مع الشركاء ومع الصناعة لزيادة إنتاج الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال لتلبية التزايد المتوقع في الطلب عليها. تغذية الرضيع تدعو اليونيسيف إلى بدء الرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى من الولادة، والاقتصار على الرضاعة الطبيعية لمدة الستة أشهر الأولى من العمر، والاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين أو أكثر، إلى جانب تقديم التغذية التكميلية الكافية من الوجبة الغذائية والمأمونة والمناسبة للأعمار والقابلة للتعديل حسب الحاجة في الشهر السادس، وذلك لتزويد الرُضّع بالمغذيات الحاسمة والوقاية من الأمراض الفتاكة. تعمل أيضا بالتضافر مع الشركاء والحكومات والمجتمعات المحلية من أجل النهوض بممارسات تغذية الرضيع والطفل الصغير، مع التركيز على تقديم الدعم على المستوى الوطني لوضع السياسات والتخطيط وإصدار التشريعات، والإجراءات التي تتخذها النظم الصحية لكفالة رعاية الأم والطفل الملائمة للمولود وبناء قدرات العاملين في مجال الصحة، وتعزيز الموارد المتاحة للأمهات الجدد على صعيد المجتمعات المحلية، وتقديم الدعم لأغراض التواصل من أجل تغيير السلوك والتغيير الاجتماعي والدعم لتغذية الرضع في الظروف الصعبة بشكل خاص كحالات الطوارئ. المغذيات الدقيقة تشتري اليونيسف الإمدادات الغذائية من قبيل فيتامين أ والحديد والزنك واليود والمكملات الغذائية المتعددة المغذيات الدقيقة، وتعمل على إذكاء الوعي بأهمية استكمال التغذية بهذه المغذيات الدقيقة بالنسبة للفئات وفي الظروف المستهدفة الملائمة. فعلى سبيل المثال، في البلدان التي ترتفع بها معدلات وفيات الأطفال يجري بنجاح تقديم الدعم للجهود المبذولة على النطاق الوطني لتزويد الأطفال بين سن ستة أشهر وخمس سنوات بالمكملات من فيتامين أ مرتين في العام. تعمل اليونيسيف بالتضافر مع شركائها من القطاع العام والخاص للقضاء على نقص اليود، وهو السبب الرئيسي في التخلف العقلي والتلف الدماغي الذي يمكن تفاديه، وذلك من خلال تعميم معالجة الملح باليود. وتواصل الوكالة أيضاً دورها في الدعوة للترويج لتعميم إمكانات الحصول على الملح المعالج باليود ولزيادة الوعي بالآثار الوخيمة المترتبة على نقص اليود لدى الأطفال. تحتوي العناصر الغذائية الهامة منظمة اليونيسيف قد يحتاج الطفل لفيتامينات داعمة النمو اسرع خلال السنة الاولى من عمر الطفل