تظاهر الآلاف من أنصار "الحراك الجنوبي " امس بمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة بجنوب اليمن مرددين شعارات ضد "الحوار الوطني" مع حكومة صنعاء. وجابت التظاهرة شوارع المدينة رغم الانتشار الأمني، بعد أسبوع من المواجهات بين أنصار الحراك وقوات الأمن اليمنية أسفرت عن قتلى وجرحى إثر تنظيم تظاهرات مماثلة. ودأب الحراك الجنوبي على تنظيم هذه التظاهرة كل يوم خميس في ما عرف بيوم الأسير الجنوبي. وطالب المتظاهرون بإجراء حوار في دولة محايدة وعلى أساس دولتين شمال وجنوب، وان يعبر الحوار عن عدالة القضية الجنوبية. وكان اليمن توحد بشطريه الشمالي والجنوبي في مايو/ آيار 1990 بطريقة سلمية لكن سرعان ما اندلعت حرب بين الموقعين على اتفاقية الوحدة الرئيسين السابقين عن الشمال علي عبد الله صالح وعن الجنوب على سالم البيض المقيم حاليا في المنفى بلبنان. ورفع المتظاهرون لافتات كتب على إحداها "لا تخذلونا في حوارات واهية" في إشارة إلى بعض الدعوات التي تطلقها كيانات جنوبية وتطالب فيها الجنوبيين بالمشاركة في فعاليات الحوار الوطني المزمع عقده في صنعاء الشهر المقبل. وعقب التظاهرة أقام المتظاهرون مهرجانا جماهيريا بمدينة عتق صدر عنه بيان جاء فيه ان رفض الجنوبيين للحوار في صنعاء لا يعني رفضهم للحوار ذاته كقيمة ولكنه رفض لعدم توافر مقومات عادلة لمثل هذا الحوار. وكان البيض جدد في 21 مايو/ آيار الجاري إعلان فك الارتباط عن صنعاء في بادرة وصفت بأنها تكرار لانفصال سابق أعلنه في مايو 1994. على صعيد اخر قال مسؤولون يمنيون امس إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا حين هاجم مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة قوات يمنية تحرس بلدة سيطر عليها المتشددون لفترة قصيرة في وقت سابق من العام الحالي. ويأتي الهجوم على رداع وهي بلدة في محافظة البيضاء على بعد 170 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة صنعاء وسط حملة كبيرة يشنها الجيش اليمني على معاقل المتشددين الى الجنوب. وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن أربعة متشددين وثلاثة جنود قتلوا خلال الهجوم الذي وقع في وقت متأخر الأربعاء. وكان مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن قد سيطروا على رداع لفترة قصيرة في يناير كانون الثاني لكنهم غادروا البلدة بعد أن أبرموا اتفاقا مع السلطات. وقالت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إن اشتباك اندلع بعد أن طوقت القوات الحكومية منزل مواطن يدعى نصر الحاتم وقصفته بنيران الدبابات. وفي بيان أرسل بالبريد الالكتروني قالت جماعة انصار الشريعة إنها أرسلت مقاتلين هاجموا قوات تطوق المنزل ونقطة تفتيش للحرس الجمهوري عند مدخل رداع. وأضاف البيان أن عددا من الجنود قتلوا او أصيبوا. وتزايد قلق واشنطن بشأن الأمن في اليمن بعد أن سيطر متشددون على عدة بلدات في جنوب البلاد خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت العام الماضي وأضعفت سلطة الحكومة المركزية بشدة وأدت في النهاية الى الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقال مسؤولون يمنيون إنه منذ ذلك الحين استعاد الجيش اليمني السيطرة على بعض أجزاء من أبين منها أجزاء من عاصمتها زنجبار ويطوق بلدة جعار وهي معقل آخر للمتشددين. والقت الولاياتالمتحدة بثقلها وراء الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي الذي يقول مسؤولون امريكيون انه يثبت انه شريك اكثر فاعلية من صالح في الحرب ضد المتشددين . وزادت واشنطن من هجماتها التي تستخدم طائرات بدون طيار ضد المتشددين الذين تشتبه انهم ربما يخططون لهجمات ضدها. كما استأنفت تدريباتها العسكرية لمساعدة قوات الامن اليمنية على التصدي للقاعدة. وقال مسؤول بالجيش إن 20 متشددا وسبعة جنود قتلوا حين واجهت القوات الحكومية كمينا نصبه إسلاميون متشددون على المشارف الغربية لجعار.