لا يوجد لديّ أدنى شك بصدقيّة مشاعر صدمة كل من شاهد تلك اللقطات التي تم بثّها في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت حول النتائج المؤلمة لحادث التفحيط الذي وقع في مدينة الرياض يوم الجمعة 25 مايو 2012م على الطريق الدائري الغربي. في حكاية اليوم سأؤجل الحديث عن ظاهرة التفحيط في نهاية المقال أو في مقال لاحق. سأبدأ أولاً بعنوان المقال؛ فالصندوق الذي عنيته هو حيّز الرّكاب والسائق في المركبة. للعلم يُفرض على شركات صناعة السيارات أن تُحيط كابينة السائق بهيكل يُحقق سلامته من الانسحاق في حالة تعرض المركبة للتهشّم لحظة وقوع الحادث. يُسمى هذا الهيكل الافتراضي ب (حيّز النجاة) الشرط الأهم لتحقيق الحد الأدنى للنجاة في هذا الحيّز هو أن يكون السائق مُثبت الجسد على المقعد بواسطة ربط حزام الأمان. أعود مرّة أخرى للعنوان لأشرح آلية الانقذاف للخارج بعد أن عرفنا المقصود بالصندوق. السيارة الصغيرة أي ما يُطلق عليه (الصالون) عبارة عن هيكل حديدي مستطيل الشكل في الغالب. في حال اصطدام هذا الهيكل أُفقياً بجسم ثابت كالسيارات المتوقفة أو أعمدة الإضاءة والصبّات، فالذي يحدث أن يندفع السائق والركاب للأمام بسبب الجاذبية العكسية فيرتطمون بأجزاء السيارة من الداخل وبالتالي تحدث الإصابات من كسور وتمزّق للأعضاء الداخلية والخارجية جرّاء هذا الارتطام. يُلاحظ في مثل هذه الحوادث وجود ما يُشبه القُبتين في الزجاج الأمامي وهذا نتيجة طبيعيّة لارتطام رأس السائق والراكب الأمامي. لكم أن تتخيلوا بعد هذا شكل إصابات الوجه والجُمجمة التي تحمي الدماغ بعد هذا الارتطام. في حالة تدهور السيارة وانقلابها لأي سبب وفي الغالب انفجار أحد إطاراتها وخروجها عن مسارها (الصلب) أي الاسفلت إلى أرض هشة أو مختلفة المنسوب فالذي يحدث غالبا وليس في كل الحالات أن تفقد توازنها، فإذا كانت السرعة فارطة فلا مناص من الانقلاب. حين ترتفع السيارة عاليا في لحظة الانقلاب وترتطم على الأرض تالياً فإن أول ما يحدث هو تخلخل الهيكل وبالتالي انفتاح الأبواب. في حالة عدم ربط السائق أو الركاب لحزام الأمان فإنهم سوف يجولون داخل الصندوق قبل أن ينقذفوا خارجه. الذي يحصل بعد هذا أن يقع هيكل السيارة أثناء انقلابها اللولبي لتهرس أجساد المتطايرين من داخلها. كل من شاهد (الكليب) المنشور لا بد وأنه شاهد كيف تطايرت الأجساد. انتهت المساحة قد أُكمل في مقال قادم. إلى اللقاء..