٭٭ من الطبيعي ان يكون منظر لاعبي الاتفاق في اعقاب فوزهم على الرياض وضمان بقاء فريقهم في الدوري الممتاز وهم يتقافزون ذات اليمين وذات الشمال ثم يمسكون بأيدي بعضهم ليحيوا جماهيرهم، قد اسعد عشاق هذا النادي خاصة اولئك الذين ظلوا يضعون ايديهم على قلوبهم حتى آخر الدقائق من عمر الدوري خشية هبوط الفريق للدرجة الأولى. ٭٭ وبقدر ما كانت هذه الصورة مفرحة للاتفاقيين إلا انها بدت تراجيدية حزينة لمن يقدرون مكانة هذا الفريق العريق الذي يكفيه شرفا انه اول من سجل اسمه في سجل البطولات السعودية الخارجية على مستوى كرة القدم اندية ومنتخبات حيث فتح بفوزه ببطولة الخليج عام 1983 ابواب السعد للكرة الخضراء حيث توالت بعدها الإنجازات. ٭٭ وحينما اصف الصورة الاتفاقية التي ظهرت ليلة الفوز على الرياض هكذا، فلا اسعى بذلك لا غتيال فرحة الاتفاقيين بالبقاء بدليل انني كنت واحدا ممن بادروا بتقديم التبريكات لرئيس النادي عبدالعزيز الدوسري ؛ ولكنني وجدت نفسي مرغما وانا ارى تلك الفرحة احلق للوراء مستحضرا تاريخ هذا الفريق الذي كان يجبرنا ونحن صغارا على ادخار مصروفنا طوال أسبوع كامل واستجداء أهالينا بالزيادة لنوفر قيمة ركوب التاكسي أوحافلات النقل والتذاكر لنتمكن من حضور مبارياته في استاد الدمام انذاك حيث كانت تغص مدرجاته بأبناء الدمام وسيهات والقطيف والأحساء. ٭٭ لكن وآه من لكن، فلا الزمان هو الزمان، ولا الاتفاق هو الاتفاق، فهذا الفريق الذي طوى دوري عام 1982م دون اي خسارة محققا بذلك البطولة ظل طوال الموسم الجاري يستجدي النقاط بحثا عن البقاء، غير ان السؤال الذي يستحق ان يطرح الآن، هل ما مر به الاتفاق هو وضع طبيعي لما عاشه الفريق خلال السنوات الماضية حيث ظل على الدوام يتدثر في المراكز الأخيرة في الدوري وهو ما يعني استمرار هذه الحالة في السنوات المقبلة ام انه حدث عارض سيعقبه تحول جذري بدءاً من الموسم المقبل؟!. ٭٭ في اعتقادي ان الإجابة على ذلك السؤال تكشفها التحولات التي شهدها الفريق هذا الموسم من جهة وبطولتا كأس الأمير فيصل اللتان حققهما الفريق في العامين الماضيين، وهم الذين يكشفون حقيقة ان الفريق يعاني مما يمكن ان اسميه «اشكالية النفس القصير»، ففي هذا الموسم شهد مستوى الفريق عمليتي مد وجزر، فطوال الموسم وحتى الأسابيع الأخيرة كان الفريق يعيش حالة احتضار واضحة، وحينما شعر بدنو الأجل انتفض فجأة ليسقط اكثر من فريق وبنتائج كبيرة كالطائي والأنصار والأهلي وآخرها الرياض، اما عن بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد اللتين حققهما في الموسمين الماضيين فهما مصداق حقيقي لاشكالية النفس القصير التي يعاني منها، ما يعني ان حضوره يتجلى في زمن قياسي ويتلاشى بأسرع من ذلك. ٭٭ وتتوالد الأسئلة في ظل هذه الإشكالية فيأتي السؤال الأهم، وهو ما هو الحل لزيادة نفس الفريق حتى يستطيع ان يقدم موسماً ثابتاً في المستوى، وللاجابة على هذا السؤال علينا ان نعود قليلا لحجم المكافآت التي صرفت على الفريق في مبارياته الأخيرة حيث سمعنا بأرقام تجاوزت مئات الآلاف في ايام معدودة لنكتشف ان هذا الفريق متى ما توفرت له المادة فهو قادر على الحضور بشكل رائع، وحتى هنا سأضع نقطة على السطر لأترك مساحة للنقاش لأولئك الذين وعدوا عبدالعزيز الدوسري بالدعم والمساندة يوم ان طالبوه بالعودة للرئاسة ضاربين على صدورهم فما كاد يبدأ مهمته حتى ولوا هاربين على طريقة «لا من شاف ولا من دري»!!. [email protected]