دقّ فريق الأهلي ناقوس الخطر في قلوب جماهيره الكبيرة والغفيرة بعد سلسلة الخسائر الأخيرة والنتائج الضعيفة التي حققها الفريق في الجولات الماضية من دوري زين السعودي، وبات أنصار وعشاق ومحبي قلعة الكؤوس في حيرة من أمرهم وهم يشاهدون فريقهم يتجرع الخسارة تلو الأخرى في أربع جولات متوالية ما جعل الفريق يعاني الأمرين وهو ينزف النقاط، ولا يقوى على الصمود والثبات حتى من أمام الفرق التي تقل عنه في فارق الإمكانات المالية والعناصرية والفنية، ليرسم بذلك الأهلاويون أكثر من علامة استفهام لعشاق القلعة الخضراء على رغم حجم التفاؤل الكبير والاهتمام منقطع النظير الذي لقيه الفريق من قلب النادي النابض الأمير خالد بن عبدالله ومن رئيسه الأمير فهد بن خالد قبل بداية الموسم الكروي. ولم توفق إدارة الأهلي في التعاقد مع مدرب كبير وجدير بقيادة النادي في فترة الصيف، إذ فاجأت الإدارة الأهلاوية الجماهير العاشقة بالتعاقد مع المدرب النرويجي سوليد يوهان الذي اكتشف مسيري النادي أنه من فئة المدربين المعاندين الذين لا يقبلون مناقشة أي خطة أو طريقة أو تشكيل عناصري حتى وهو يعبث بشؤون الفريق ويغير مراكز اللاعبين، وكأنه ضاق ذرعاً من العيش في السعودية ويبحث عن أي وسيلة مناسبة للرحيل، ليأتي أخيراً قرار الإدارة الأهلاوية بإلغاء عقده التدريبي وتسريحه نهائياً وإبعاده عن الفريق، وذلك بعد خسارتين مؤلمتين من الاتفاق والفتح جعلته يسجل اسمه أولاً في لائحة مشنقة المدربين في الملاعب السعودية، وكان سوليد قد قاد القلعة للفوز على الحزم بهدف من دون مقابل في مستهل مشوار الفريق في الدوري ومن دون مستوى فني قبل أن يتخبط به في لقاءي الاتفاق والفتح. وفشل مساعد المدرب التونسي خالد بدره في معالجة الأخطاء وإصلاح الخلل في مواجهة نجران التي قاد فيها الفريق ليتجرع مرارة الخسارة الثالثة التي جعلت إدارة النادي تسابق الزمن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وخلال فترة التوقف بحثاً عن مدرب جديد يقود مسيرة الفريق، ليستقر الرأي على مدرب منتخب غانا في مونديال كأس العالم الأخير في جنوب أفريقيا الصربي ميلوفان راييفاتش الذي حضر في حماسة كبيرة وأعلن عن تحمله المسؤولية كاملة لفريقه في مواجهة رفيق الدرب والمنافس التقليدي الاتحاد في دربي المنطقة الغربية، وكانت جماهير القلعة تمني النفس بأن تمسح أحزانها الكبيرة بانتصار غالٍ يعيد لها بسمتها المفقودة، ولكن الحال استمرت كما هي وتلقى الفريق خسارة مؤلمة جديدة قوامها ثلاثة أهداف في مقابل هدف وحيد، فجرت غضب الجماهير الغفيرة في المدرجات والتي وجهت عبارات الهجوم وصيحات الاستهجان تجاه اللاعبين بعد نهاية المباراة. وعانت قلعة الكؤوس من بعض المشكلات والتطورات التي زعزعت استقرار الفريق، وغاب الهداف البرازيلي المميز فيكتور عن معسكر الفريق الخارجي في النمسا لأسباب لم تكن مقنعة للشارع الأهلاوي، وقدم المدير العام للنادي غرم العمري استقالته النهاية، وأحدث مدافع الفريق وليد عبدربه مشكلة جديدة في النادي، ولم تكن صفقة اللاعب البرازيلي وأندرسون مفيدة حتى الآن، ولم يقدم البرازيلي الآخر مارسينهو ما يشفع له بتجديد عقده الاحترافي حتى الآن، وكذلك تنطبق الحال على ثنائي الوحدة الذي تعاقد معه النادي كامل الموسى وكامل المر اللذين ظهرا بشكل أكثر من عادي، وقد تكون الصفقة الوحيدة الرابحة التي أبرمها النادي فقط مع المهاجم العماني عماد الحوسني الذي قدم أداءً لافتاً واعتلى صدارة الهدافين في الدوري السعودي من بدايته، ويرتب الأهلاويون حالياً لمعسكر في الطائف بعد تأجيل لقائهم مع الهلال يهدفون من خلاله لترتيب الأوراق ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه لحفظ ماء الوجه أمام جماهيرهم وعشاقهم في الجولات الكروية المقبلة من الدوري.