شعّ نور الأهلي في صدارة الترتيب في دوري زين السعودي للمرة الأولى منذ أعوام طويلة مشتركاً مع الهلال ب 36 نقطة من 15 لقاء. وعادت قلعة الكؤوس إلى الزمن الماضي الجميل ورسم أبناء القلعة في الموسم الرياضي الحالي أحلى لوحاتهم الفنية، وعزفوا أجمل سيمفونياتهم الإبداعية، وأذهلوا النقاد والمتابعين، وأبهروا جميع الرياضيين بروعة الأداء ومتعة العطاء، وحلقوا ب«الراقي» في سماء التألق والتوهج والأضواء والنجومية، وعادت ملامح قلعة زمان، قلعة العز والشموخ والكبرياء، قلعة الأساطير المميزين الذين أنجبتهم الكرة الأهلاوية قبل أكثر من ربع قرن من الزمان. وسطعت كتيبة التماسيح الخضراء في دوري زين السعودي منذ بدايته وحتى الآن، ونجحت في أن تنتزع أهم الانتصارات وأغلى النقاط من أمام أقوى المنافسين في أشرس التحديات الكروية الكبرى، وأكد أبناء الأهلي بالدليل القاطع والبرهان الساطع من على أرض الميدان أنهم أبرز وأميز فريق سعودي من دون منازع يقدم كرة قدم حقيقية بها كل مقومات الإبداع والإمتاع والجمالية الأدائية التي تشبع ذائقة جميع الجماهير الرياضية وعشاق الكرة على حدٍ سواء، وأثبتت منظومة الإبداع الأهلاوية أنها تستحق كل عبارات الثناء والمديح والإطراء التي لقيتها في الأيام الماضية بعد التوهج الكروي اللافت وسلسلة الانتصارات القوية التي حققتها في ملعب جدة والملاعب السعودية الأخرى. وقطف أنصار وعشاق ومحبو قلعة الكؤوس ثمار الاهتمام الكبير والحرص منقطع النظير الذي يلقاه النادي عموماً والفريق الكروي خصوصاً من قلب الكيان الأهلاوي النابض والداعم الأول الأمير خالد بن عبدالله الذي هيأ كل سبل النجاح، ورسم خريطة الطريق لإدارات القلعة المتعاقبة وأجيال اللاعبين المتوالية جيلاً بعد جيل، وأسهم بفكره الكروي الراقي، ورؤيته الشمولية المستقبلية، وحنكته الإدارية القيادية في أن يجعل «القلعة» تعود لسابق الأمجاد، فريقاً مرعباً يخشاه الجميع، منافساً دائماً على الإنجازات والبطولات وصديقاً ملازماً لمنصات التتويج. ونجحت إدارة النادي الأهلي بقيادة ربان السفينة الماهر الأمير فهد بن خالد في الوصول بالراقي إلى المكانة الراقية التي تثلج صدور الجماهير الأهلاوية الوفية في كل مكان، وأسهم بقدرته البارعة على التخطيط والتنفيذ بمهنية عالية في تنامي مكتسبات النادي الأهلي، وحققت سلسة التعاقدات الكروية التي أبرمها نجاحات غير مسبوقة في الدوري السعودي، بدءاً من المدرب التشيخي كاريل غاروليم الذي سحب بساط التفوق والنجومية من بقية المدربين الأجانب في بقية الفرق المحلية، ومروراً بالرباعي الأجنبي الذي يعتبر الأفضل والأكثر تأثيراً في فريقه من بقية المحترفين، فالبرازيلي السفاح فيكتور سيموس يتصدر الهدافين في الدوري، والغزال العماني عماد الحوسني يظل الرمح المشتعل في الكتيبة الخضراء، والعقل المفكر البرازيلي مارسيلوا كماتشو يعتبر مهندس الوسط الأهلاوي، ومحور الارتكاز الكولمبي بالومينو هو شعلة الإبداع والتوهج في متوسط الميدان، إضافة إلى أبناء الأهلي المحليين المميزين الذين أعادوا أيام قلعة زمان، وقدموا فريقهم في أجمل حلة وأبهى صورة مدرسة أهلاوية كروية تدعمها جماهير كبيرة وغفيرة عاشقة كانت هي الأخرى حكاية جديدة في المدرجات، وقصة في الريادة التشجيعية على مختلف الطرق الحديثة والأساليب الرائعة التي تفوقت بها على الكثير من جماهير الأندية الأخرى.