أرجع "د.حمد بن صالح الغنيم" -رئيس المجلس البلدي لأمانة منطقة القصيم- تأخر وتعثر بعض المشروعات البلدية ب"بريدة" للضغط الكبير الذي يواجهه مقاولو المشروعات. وقال في حوار ل"الرياض" إنّ المجلس البلدي يسعى لرفع مستوى الخدمات البلدية في أحياء "بريدة" الجنوبية والشرقيةوالغربية، معترفاً بوجود بطء في إصدار الرخص ببلدية الديرة الفرعية ويسعى المجلس لمعالجته، مشيراً إلى تحويل المجلس بعض دوارات "بريدة" لتقاطعات تفادياً للاختناق المروري، داعياً الأمانة لتكثيف الرقابة على الباعة الجائلين والمسالخ العشوائية، متوقعاً أن تنتهي هذه المخالفات بتشغيل المسلخ الجديد وسوق خضار شمال "بريدة"، وفيما يلي نص الحوار: أحياء مهمشة * يشتكي سكان بعض أحياء "بريدة" من تقصير أمانة منطقة القصيم في خدمة أحيائهم، كيف وجد المجلس هذه الشكوى؟ - المجلس ممثل للمواطنين ولاشك أنّ الأحياء الشرقية والجنوبية وبعض الأحياء الغربية من المدينة ليست على نفس الدرجة من التنمية التي تلقاها غيرها من الأحياء، وهذا لأسباب منها سرعة نمو الأحياء الشمالية والوسطى والتوجه العام للمواطنين؛ مما دفع الأمانة إلى توجيه المشروعات التنموية إليها بالقدر الذي تسمح به الإمكانات، وربما كانت الطبيعة التكوينية لتلك الأحياء سبباً في صعوبة تنفيذ بعض المشروعات التنموية فيها، حيث إنّ أغلب تلك الأحياء قديمة وتفتقد للتخطيط الحديث، وتعتبر أجزاءً كبيرة منها أحياء عشوائية لا يمكن تغيير واقعها، إلاّ بالتهذيب المستمر لمخططاتها بفتح الطرق والشوارع، إضافةً إلى ندرة المخططات الجديدة وعدم إقبال مالكي الأراضي فيها على تخطيط أراضيهم، وتطوير تلك الأحياء من الأولويات التي يطمح المجلس إلى تنفيذها، وقد أصدر المجلس قراراً بزيارة أحياء المدينة المختلفة والبالغة (70) حياً تقريباً، والبدء بالأحياء الجنوبية والشرقيةوالغربية، وقد زار المجلس أحياء "خضيراء" و"الرفيعة" و"النقع" والتي من خلالها تأكد المجلس مما يصله من شكاوى وملاحظات من تلك الأحياء، حيث اطلع المجلس ميدانياً على حاجة تلك الأحياء والمشاكل القائمة فيها، كما اجتمع أعضاء المجلس مع أهالي تلك الأحياء واستمعوا إليهم واستقبلوا طلباتهم وشكاواهم، والعمل بجد لمعالجة مشاكل هذه الأحياء بالتنسيق مع الأمانة في وضع برامج تطويرية تضمن رفع مستوى الخدمات البلدية، من حيث السفلتة والإنارة وإنشاء الطرق وتهذيب المخططات القائمة وغير ذلك من المتطلبات التي يأمل أهالي تلك الأحياء تحقيقها، كما تتابع لجنة التواصل بالمجلس هذه الزيارات وتشرف عليها. تحويل دوارات الطرق إلى تقاطعات أفضل لتخفيف الاختناقات المرورية تعثر المشروعات * تعثرت عدة مشروعات بلدية في "بريدة"، ماذا عمل المجلس لمواجهة المشكلة؟ - تعثر أو تأخر بعض المشروعات مشكلة تعاني منها أغلب المدن داخل بلادنا الغالية، وذلك نظراً لضخامة المشروعات وأعدادها، حيث وفرت ميزانيات الخير والنماء في السنوات الأخيرة مبالغ مالية كبيرة؛ مما حدا بجميع الأجهزة الحكومية ومن ضمنها البلديات والأمانات إلى ترسية عدد كبير من المشروعات في فترات زمنية متقاربة، وهذا بلا شك أدى إلى ضغط كبير على قطاع المقاولات، الأمر الذي أثر بشكل واضح على سرعة إنجاز المشروعات أو إنهائها في وقتها، ولا ينفي ذلك وجود بعض النقص في المتابعة والمحاسبة على التأخير، والمجلس ممثلاً بلجنة المشروعات يتابع مع المختصين في الأمانة بشكل مستمر حال المشروعات التي تحت التنفيذ، خصوصاً ما فاق حجم الأموال المستثمرة فيها المليار ريال، وأعضاء لجنة المشروعات في ورشة عمل مستمرة لمتابعة وتقييم عمليات الترسية والإشراف والوقوف على نسب إنجاز المشروعات، مع مناقشة ما تتوصل إليه اللجنة من حين لآخر في جلسات المجلس. مركز الخدمة الشامل * في بعض أمانات وبلديات المملكة أصبح استخراج رخصة محل في يوم واحد بينما ب"بريدة" يحتاج توقيع الرخصة عشرة أيام، أين أنتم عن التأخير؟ - هذا أمر واقع و هذه المشكلة موضع تذمر من المواطنين ممن يتعاملون مع الأمانة وهناك عمل حثيث مع الأمانة لوضع حلول لها بأسرع وقت ممكن وفي هذا الجانب عمل المجلس مع الأمانة من خلال لجنة تطوير الأداء البلدي في اعتماد التقنيات الحديثة والبرامج والأنظمة الحاسوبية، وعقدت الكثير من الجلسات والاجتماعات وطرحت العديد من الأفكار والرؤى خلال الفترة السابقة تمخضت بالنهاية عن مشروع "مركز الخدمة الشامل"، والذي عرض على المجلس الحالي وتم تأييده، وهو عبارة عن محطة عمل متكاملة لاستقبال وتنفيذ جميع العمليات البلدية من اصدار رخص واعتماد مخططات وغيره، ونأمل أن يسهم المركز في حل الإشكالات التي تقلق المواطن، والمركز قيد الإنشاء حالياً ومتوقع افتتاحه خلال الأشهر القادمة -إن شاء الله- كما يطور المجلس حالياً دراسة فكرة اشراك بعض القطاعات الحكومية من خارج الأمانة والتي لها علاقة بإصدار الرخص للتواجد في المركز نفسه حتى تُستكمل دورة الإجراءات من داخل المركز. افتتاح سوق الخضار الجديد يحدّ من ظاهرة الباعة المتجولين لقاء المواطنين * هل يلتقي مجلس بلدي "بريدة" بسكان المدينة لتعريف الأهالي بخططه وأعماله؟ - في إحدى جلسات المجلس تقرر أن يكون هناك لقاء بالمواطنين في مركز الملك خالد الحضاري ب"بريدة" ووجهنا الدعوة لجميع المواطنين والإعلاميين بالحضور والمشاركة. نقل المصانع * ماهي خططكم تجاه انتشار "الورش" والمستودعات ومصانع الخرسانة والمعدات الثقيلة بشكل عشوائي بين أحياء وطرق "بريدة"؟ - الورش ومصانع الخرسانة والبلك الواقعة على مداخل "بريدة" وطرقها الرئيسة سبق للمجلس في دورته الأولى أن أصدر قراراً بنقلها، وسعت الأمانة لتطبيق هذا القرار وبناءً على إفادة الأمانة أنّ العمل جارٍ لتنفيذ إجراءات نقل المصانع الواقعة بالمنطقة السكنية، وتم تحديد المواقع الجديدة لعدد من المصانع في مواقع جغرافية بعيدة عن التجمع السكاني، ووفقاً للأمانة فإنه يجري العمل حالياً على تحديد مواقع للدفعة الثانية من المصانع، والأمانة ماضية في تنفيذ إجراءات نقل المصانع للمصلحة العامة وفق الإجراءات النظامية. اختناقات مرورية * تعاني الحركة المرورية في بريدة اختناقاً بسبب الدوارات، بماذا تواجهون هذه المشكلة التي تزداد مع النمو السكاني؟ - كانت الدوارات فيما مضى حلاً جيداً لتسيير الحركة المرورية عندما كان عدد السيارات قليلا نسبياً، أما الآن ونتيجة للزيادة في عدد السكان فلم تعد الدوارات أفضل الحلول، ويعمل المجلس حالياً مع الأمانة على دراسة تحويل بعض الدوارات إلى تقاطعات مثل دوار "طريق أبي بكر الصديق- طريق علي بن أبي طالب" ودوار "طريق النهضة- طريق عمر بن الخطاب"، ومن وجهة نظر أخرى أعتقد أنّ المسؤولية تقع على المواطن أيضاً، حيث إنّ احترام أنظمة المرور وتطبيقها وإعطاء الأفضلية يساعد كثيراً في تخفيف المشكلة. سفلتة الطرق * يشتكي سكان "بريدة" من سوء "سفلتة" معظم الطرق، وعدم وجود جدولة واضحة لصيانة الطرق ما الحلول التي بدأتم بها؟ - تعتبر لجنة المشروعات مختصة بمتابعة مشروعات الأمانة، حيث إن اثنين من أعضائها مهندسان، ومن ضمن ما تتابعه اللجنة مشروعات السفلتة، وسيتم عرض ما توصلت له اللجنة خلال الجلسة القادمة بخصوص أولويات السفلتة والخطة الزمنية لها، كما سيناقش آلية الأمانة لمتابعة المشروعات وبعض الضوابط التي اقترحتها اللجنة لدفع عملية انجاز المشروعات في الوقت المناسب. مداخل "بريدة" *ماذا لديكم لتحسين مداخل "بريدة" وخاصة الجنوبية والشرقية؟ -على الرغم مما تبذله الأمانة في تحسين مداخل "بريدة"، إلاّ أنّ مابذل إلى الآن ليس كافياً، وكما ذكرت سابقاً فإن وجود ال"ورش" والمستودعات على مداخل المدينة مازال محل قلق للمجلس، وقد أحيل ملف الورش والمصانع إلى اللجنة الاقتصادية بالمجلس للمتابعة والدراسة ووضع الحلول المناسبة لها. أحياء عشوائية * بدأت الأحياء العشوائية ك"الطعمية" و"عين الحمزة" بالانتشار وازداد عدد سكانها، ماذا فعلتم حيالها؟ - شكل المجلس في دورته الأولى لجنة لدراسة المخططات العشوائية وتكونت من المجلس البلدي والأمانة والغرفة التجارية، وصدرت عنها توصيات مهمة نأمل أن ترى النور في القريب العاجل، ويتابع المجلس حالياً من خلال لجنة الأراضي هذا الملف، ويعمل مع المسؤولين بالأمانة لمعالجة مشكلة المخططات والأحياء العشوائية. باعة جائلون * ما موقف المجلس البلدي من الباعة المتجولين والمسالخ العشوائية المنتشرة في أحياء "بريدة"؟ - لاشك أنّ انتشار الباعة المتجولين والمسالخ بالطريقة الحالية ظاهرة غير صحية ومظهر غير حضاري، والنظام الصادر عن وزارة البلديات وضع عقوبات وجزاءات مناسبة لمن يمارس الأنشطة التجارية غير المرخصة، وعلى الأمانة تكثيف الرقابة على مثل هذه المخالفات، ولعل المجلس ينسق في المستقبل القريب مع الأمانة لتنظيم حملات تفتيش بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة للحد من هذه الظاهرة، ويسهم المسلخ النموذجي الجديد في "مدينة الأنعام" بشكل كبير في القضاء على ظاهرة الذبح خارج المسالخ النظامية، وذلك لأنّه يعمل بمواصفات قياسية وطاقة إنتاجية عالية تستوعب كافة المذبوحات بأنواعها، ولجنة البيئة بالمجلس تعكف حالياً على دراسة العديد من الملفات ومن بينها ملف البيع بالتجوال بأشكاله المختلفة، كما نبشر المواطنين بأنّه صدر عن المجلس قراراً يقضي بإنشاء سوق لتجزئة الخضار والفاكهة واللحوم في شمال مدينة "بريدة" سيكون له الأثر الكبير في تخفيف انتشار بيع الخضار والفاكهة على جنبات الطرق الرئيسة، وسيتم توجيه الباعة إلى السوق والترخيص لهم لأخذ موقع مناسب ومزاولة البيع بدون مضايقة من أحد ونأمل أن يرى هذا المشروع النور قريباً. المجلس البلدي يسعى إلى إعادة ترتيب الأحياء والمخططات العشوائية في بريدة