أكد استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري في الأطفال بمستشفى الأمير سلمان د. حافظ دراج على ان هرمون الغدة الجاردرقية من أهم العناصر المنظمة لمستوى الكالسيوم في الدم ونقصه يكون ناتجا عن خلل في التصنيع والإنتاج أو خلل في الإفراز أو خلل في مستقبلات الهرمون على الخلايا والنتيجة تكون نقصا شديدا في مستوى الكالسيوم في الدم ، وبالتالي تظهر لدى الطفل تشنجات غالبا ما ترتبط بالشد العضلي للوجه والأطراف وفي حالات يفقد الطفل فيها الوعي ويحتاج إلى تدخل سريع اسعافي يتضمن تحاليل فورية وعلاجا وريديا ومن ثم التنويم للتعرف على الأسباب وبعد ذلك متابعة دورية للطفل في العيادة وأخذ العلاج اللازم بانتظام . وأضاف د. دراج ان من أهم أسباب نقص هرمون الغدة الجاردرقية هو أن الهرمون كجزء من متلازمة وهذا غالبا ما يظهر في الأسابيع الأولى من العمر وأحيانا قليله يظهر متأخرا ، ومن أهم المتلازمات المرضية التي يظهر فيها نقص هرمون الغدة الجاردرقية متلازمة دايجورج ويكون إلى جانب نقص هرمون الغدة الجاردرقية أيضا خلل خلقي في القلب ، وضمور في الثايمس الموجودة في الصدر والمسئولة عن الوظائف المناعية في الجسم ، وتصاحبها عيوب خلقية في الوجه ، ومتلازمة بركات ويكون فيها أيضا عيوب خلقية في الكلى ،وأيضا الأذن ومتلازمة سنجد سقطي ويكون فيها إلى جانب ضمور الغدة الجاردرقية قصر شديد في القامة ،والتهابات متكررة في الصدر ، وعيوب خلقية في الوجه حيث يكون الوجه صغيرا ومثلث الشكل ، والأنف مستقيما ،والعيون غائرة للداخل ، وهؤلاء الأطفال للأسف الشديد غالبا ما ينتهي بهم العمر في السنة العاشرة أو على الأكثر في العقد الثاني من العمر وقد يحتاجون إلى تنفس صناعي منزلي وذلك لتأثر عصب الحجاب الحاجز والذي ينتج عنه عدم المقدرة على التنفس الطبيعي ، وأيضا هناك متلازمة شبه متلازمة سنجد سقطي تدعى متلازمة كني كافي وتكون فيها العيوب العظمية ظاهرة وسائدة إلى جانب نقص هرمون الغدة الجاردرقية. الغدة جارالدرقية مضيفاً أن من اهم اسباب نقص هرمون الغدة الجاردرقية هو نقص هرمون الغده الجاردرقية الوراثي وهذا لا توجد به اعتلالات أخرى في الغدد الصماء أو عيوب خلقية ويظهر عند الأطفال بعد شهر من العمر ، وأحيانا في الكبر، وتكون نسبة الكالسيوم في البول مرتفعة وهو النوع الوحيد الذي يكون فيه نسبة الكالسيوم في البول عالية ونقص هرمون الغدة الجاردرقية المناعي ويصيب الغدة الجاردرقية لوحدها وأحيانا يصيب عدة غدد صماء في الجسم مثل الغدة الدرقية والغدة الكظرية والبنكرياس ونقص هرمون الغدة الجاردرقية الناتج عن تلف الغدة وذلك عند مرضى الثلاسيميا ، وأيضا نتيجة العمليات الجراحية للغدة الدرقية أو الغدة الجاردرقية ونقص الهرمون نتيجة خلل في مستقبلات الهرمون ويكون هناك نقص في مستوى الكالسيوم في الدم مع ارتفاع نسبة الهرمون في الدم ، وهناك عدة أنواع وراثية ، وبعضها يرتبط بتشوهات خلقية في الوجه ، وتتفاوت درجة خطورة المرض باختلاف النوع ، ولذلك فإنه في أغلب الأوقات تتحسن حالة الطفل بمرور الوقت ، أيضا نقص مستوى المغنيسيوم في الدم يسبب نقصا في إفراز هرمون الغدة الجاردرقية ، وأيضا يسبب مقاومة لدى مستقبلات الهرمون على الخلية ، وبالتالي ينتج عن ذلك نقص في الكالسيوم ويتشنج الطفل ولا يتم العلاج إلا بإعطاء المغنيسيوم إلى جانب الكالسيوم ، ومن أهم أسباب نقص هرمون الغدة الجاردرقية عند الأطفال حديثي الولادة واكثرها شيوعا هو نقص الهرمون المؤقت بسبب عدم اكتمال نمو الكلى ، وبذلك يكون مستوى الهرمون في الدم مرتفعا أو طبيعيا .وعندها نلاحظ أن نقص الكالسيوم يتحسن خلال الأسبوع الأول ، وأحيانا في الأسبوع الثاني ، ولكن إذا استمر نقص الكالسيوم أكثر من أربعة أسابيع فيجب على الطبيب التفكير في تشخيص اخر لنقص هرمون الغدة الجاردرقية. واستفاض د. دراج في جانب نقص هرمون الغدة الجاردرقية المناعي فقال ان هذا النوع يمكن للأجسام المضادة التأثير على الغدة الجاردرقية دون غيرها وفي حالات أخرى تؤثر هذه الأجسام المضادة على الغدة الجاردرقية وأيضا الغدة الدرقية والكظرية والبنكرياس ، وهذا النوع الذي يؤثر على عدة غدد داخل الجسم ونقسمه إلى نوعين :النوع الأول الوراثي يصيب الأطفال ، ويبدأ غالبا في السنة الخامسة من العمر بوجود التهابات فطرية في الفم واليدين وخصوصا الأظافر ، وبعدها بثلاث سنوات يظهر نقص هرمون الغدة الجاردرقية وذلك بانخفاضات متكررة في الكالسيوم ، وعند السنة الرابعة عشرة تقريبا تبدأ إصابة الغدة الكظرية ولذلك التشخيص المبكر ضروري جدا لتوقع حدوث إصابة الغدة الكظرية الذي يحتاج إلى تدخل سريع بإعطاء الكورتيزون لإنقاذ حياة المريض وشرح ذلك للأهل قبل حدوثه ، ويصاحب هذا النوع الذي يصيب الأطفال بعض الأعراض كتساقط الشعر والصلع ويكون في ثلث المرضى ،وكذلك الإصابة بالسكري ، وأحيانا قليلة إصابة الغدة الدرقية ويجب أخذ الحيطة عندما يصيب المرض الكبد في حالات نادرة ،والتهاب الكبد المناعي مع ندرته إلا أنه يشكل خطورة كبيرة على حياة المريض ولذلك يحتاج الطبيب إلى الكشف الدوري على وظائف الكبد وشرح أعراض المرض للأهل وأهمها آلام البطن والصفار وكذلك سيولة الدم ،وعند ثبوت المرض فعلى المريض مراجعة طبيب الغدد الصماء وذلك لإعطاء العلاج اللازم للغدة الجاردرقية والدرقية وكذلك السكر وعلاج الغدة الكظرية بالكورتيزون . وتطرق د . الدراج الى أعراض أخرى تصاحب المرض في بعض الاحيان كا فقر دم ناتج عن نقص فيتامين B12 ، ولذلك العلاج أيضا يحتاج إلى أطباء أطفال ونفسيين لأن المريض يحتاج إلى تهيئة نفسية لتحمل المرض ، وايضا المداومة على العلاج ، وكذلك نحتاج إلى طبيب جلدية لعلاج الصلع وتساقط الشعر وأيضا متابعة دورية قبل وبعد البلوغ ، ولا ننسى أن هناك أعراضا مصاحبة كثيرة لهذا المرض كالتهاب العين ، وعدم نمو الأسنان أو بالأحرى خلل في نمو الأسنان وبذلك نحتاج إلى طبيب العيون ، وكذلك طبيب الأسنان ، وبذلك نستطيع السيطرة على المرض إذا كان الكشف عنة مبكرا مع التزام المريض بأخذ الأدوية في وقتها والمتابعة الدورية للمريض مع التحاليل المناسبة لكل غدة مصابة . وابان استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري في الأطفال بمستشفى الأمير سلمان أن النوع الثاني من أمراض الغدد الصماء المناعية عادة ما يصيب الكبار وهو غير وراثي تكون فيه الغدة الكظرية مصابة ، وكذلك الغدة الدرقية وأيضا داء السكري ولكن لا يمكن ان يكون هناك إصابة للغدة الجاردرقية في هذا النوع ، لذلك فإن هذا النوع يكون فيه مستوى الكالسيوم في الدم طبيعيا.