تصارع سيدة شابة حامل الموت في أحد مستشفيات ولاية فيرجينيا الامريكية. ورغم ان أطباءها فقدوا الامل في الحفاظ على حياتها لكنهم يفعلون المستحيل كي يبقوا على قلبها حيا فربما تكتب الحياة لطفلها الذي لم يولد بعد. وكان مخ سوزان توريس 26 عاما قد توقف عن العمل منذ إصابتها بسكتة دماغية نجمت عن ورم خبيث بالمخ أصابها في 7 أيار/مايو الماضي. ويقول الاطباء بالمركز الطبي «فيرجينيا هوسبتيل سنتر» في ارلنجتون أنه يتعين عليها أن تصمد لمدة 5 أسابيع أخرى على الاقل حتى تعطي فرصة الحياة للجنين. ويقول الاطباء ان 7 أسابيع أفضل و10 أسابيع أفضل وأفضل. لكن حتى عندها لن يكون ثمة ضمان بأن الوليد سيعيش ناهيك عن خروجه إلى الحياة دون إصابته بعجز خطير. وتعيش توريس على المحاليل الطبية. كما تتنفس صناعيا. ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن طبيبها المعالج انترنيست كريسمكمانوس قوله «إننا نحاول أن نجعلها تتنفس وقلبها لايزال بحالة جيدة». ويضيف «هناك جسور عديدة يتعين عبورها معها. لكن بالاستعانة بالتكنولوجيا نستطيع (أن نساعد) على بقاء الطفل حيا. إلى متى. لا نستطيع القول». وبحسب صحيفة (يو اس ايه توداي) فإن هذه الحالة ليست بالغريبة تماما. فهناك ما لايقل عن 9 حالات لسيدات وضعت وهن في غيبوبة وذلك منذ عام 1997. وهناك سيدات مثل توريس كن يعانين من سرطان «خبيث واستطعن أن يضعن حملهن على سبيل المثال في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة. لكن الاطباء في فيرجينيا ميديكال سنتر يقولون انهم لم يروا مواليد لسيدات في غيبوبة ويعانين من السرطان أيضا. وتعيش وحدة العناية المركزة صراعاً في غاية الاثارة مع الزمن. حيث يخشى الاطباء كل يوم من وصول السرطان إلى الرحم ومن ثم سيحدث الاجهاض. ولكن التركيز بحسب مكمانوس على منع أي نوع من العدوى من الوصول إلى جسم توريس الذي يعاني من وهن شديد. وبدأت محنة توريس وهي في الاسبوع ال 15 للحمل. فقد ظلت على مدى أيام تشكو من الصداع والدوار وفجأة فقدت الوعي والقدرة على التنفس. وقدم لها زوجها جاسون توريس كل ما يستطيع من مساعدات أولية وثم قام من فوره باستدعاء الاسعاف. وفي المستشفى ظهر التشخيص الذي جعل الدنيا تدور به. فزوجته تعاني من ورم خبيث منتشر وهو عبارة عن نوع قاتل من سرطان الجلد أصيبت به وهي في السابعة عشرة من عمرها. وقال الاطباء انه لا أمل في شفاء توريس ولكن بمقدورهم أن يحاولوا إنقاذ الطفل. وكان تقديرهم أن فرص نجاة الطفل ضعيفة وأن ثمة مخاطر في ولادته مصابا بعيوب ولادية خطيرة. لكن جاسون لم ييأس ويقول «قررت أن نحاول. وأعتقد أن سوزان ستصارع بكل قوة حتى تمنح هذا الطفل الفرصة في الحياة». ويتكلف الحفاظ على حياة توريس 8000 دولار يوميا. يغطي التأمين الصحي لجاسون وهو موظف بأحد المطابع جزءا بسيطا من هذا المبلغ. وقد أخذ اجازة من العمل ويمضى نحو 12 ساعة يوميا إلى جوار زوجته. وباقي الوقت يخصصه لابنهما البالغ من العمر عامين. والصراع من أجل حياة توريس محطم للاعصاب. فقد أصيبت بالتهاب رئوي وما أن تحسنت حالتها حتى أصيبت بحمى شديدة. وثمة مشاكل تتعلق بانخفاض ضغط الدم ولكن من الصعب رفع هذا الضغط دون تعريض حياة الجنين للخطر. وإذا قدر لجنين توريس أن يرى النور فإن الفرحة بهذا ستختلط بالدموع. فأمه سيسمح لها عندئذ وأخيرا بالموت في هدوء ( باذن الله).