كأني بالرئيس السوري بشار الأسد يتساءل عندما يخلو بنفسه: لماذا؟. لماذا يستمر هؤلاء المجانين بالخروج للشوارع مرددين تلك الهتافات السخيفة رغم وضوح تصميمي على منعهم؟ هل يتوقعون انهم قادرون على إزاحتي من موقعي؟ أيظن هؤلاء الحمقى، فعلا، بأنهم قادرون على ذلك؟ ألا يخشون انتقامي؟ ألا يخافون الموت؟ الموت! غريب جدا كيف إنهم ما عادوا يخافونه. لقد جربت كل شيء من أجل إسكاتهم، لكنهم، كالجراثيم، يتزايدون. جربت القتل فلم يقفوا. جربت الاغتصاب فلم يرتدعوا. جربت حتى الإرهاب العشوائي فلم يهدؤوا. ألا يرون العالم كله يتغاضي عن أفعالي بل ويحثونني، سراً، وبإلحاح، لإنهاء هذه الألعاب الصبيانية. العالم، حقيقة، لم يقصّر معي. منحني فرصاً كثيرة كي أنهي هذه المهزلة. ربما أكون الوحيد في العالم الذي يلتقي حوله الشرق والغرب. ألا يرون القوى العالمية في الغرب وروسيا والصين تقف معي؟ ألا يشاهدون الدعم بالمال والسلاح الذي تقدمه لي إيران ورجالها في العراق ولبنان؟ هل هم عميان؟ العميان لديهم عقول، أنا طبيب عيون وأعرف ذلك. وحتى لو كانوا قد صدقوا تلك التهديدات الجوفاء التي يرددها قادة العالم، أليس من الواضح بأنني ضرورة إسرائيلية؟ ألا يعرفون بان إسرائيل لن تكتفي بالوقوف، سراً، معي بل هي على استعداد لخوض الحرب من أجلي؟ نعم، إسرائيل لن تتخلى عني ولديّ وعد صريح منهم بذلك. إسرائيل صديقة حقيقية، وستدعمني حتى تستقر الأوضاع. ينبغي عليّ عندما تستقر الأوضاع أن أجري تغييرات كثيرة في أجهزتي الأمنية. إذ لا يعقل أن يبتلع هؤلاء الأوغاد الحصة الأكبر من مواردي وعندما أحتاج إليهم لا أجد من يستطيع أن ينجز المهمة بسرعة وكفاءة. 13 جهازاً أمنياً لم تفلح بالقضاء على ثلة من المدنيين. ياللفضيحة. كيف سأكون مهاباً في الداخل والخارج وأجهزتي الأمنية منيت بهذا الفشل الذريع. كان صدام حسين محقاً عندما رفض التصريح بأنه لا يملك أسلحة دمار شامل خشية انتقاص مهابته لدى إيران. الهيبة هي كلمة السر. كان أبي يقول بأنني أفتقر للهيبة، ماذا يريدني أن أفعل فليس ذنبي أنني لست عسكرياً بحواجب كثة مثله ومثل صدام. صدام كان لديه عدو كبير كإيران. أنا لديّ لبنان. لبنان النائي بنفسه!. هذا اللبنان الذي أغرقني سياسيوه بتفاصيل دسائسهم على بعضهم البعض وهم يقسمون بالولاء لي وعندما اهتزت هيبتي انفضوا من حولي. يجب عليّ، أيضا، أن أجري كثيرا من التغييرات هناك. لن تمر مواقف من تجرؤوا عليّ دون عقاب. كلا لن أرحمهم. لن أرحم أحداً، وسأحاسب الجميع. هؤلاء الذين يحمون رقبتي وأولئك الذين يرغبون بالنيل منها. لن أبقي على أحد .. أقسم على ذلك.