أدت الخسائر المتراكمة التي منيت بها سوق الأسهم السعودية خلال الفترة الماضية، ولامست في تداولات أمس 7032 نقطة، الى ارتفاع المطالب بإنشاء سوق ثانوية تحتوي الأسهم المضاربية الصغيرة وتحمي السوق مما وصف ب»الانتحار» في الوقت الراهن. وأشار محللون إلى حملة البيوع غير المنظمة التي يقوم بها صغار المستثمرين بعد أن فقدوا الثقة في السوق تزامنا مع الهبوط الحالي الذي قارب 10%. وقال الاقتصادي محمد الضحيان أن المسار الهابط الذي شهدته السوق في الآونة الأخيرة عائد لعدم التدخل بشكل مكثف ومؤثر لإيقاف « التلاعب» في السوق، واصفا مايحدث بالانتحار الجماعي نتيجة لتصفية كثير من المضاربين والمستثمرين لمراكزهم بسبب أحاديث أو شائعات غير واقعية. وطالب الضحيان الهيئة باتخاذ اجراءات حاسمة، إما بفصل الأسهم المضاربية عن السوق والأسهم القوية ذات العوائد بسوق ثانوية، او بتغيير تاريخ التداول لأسهم «المضاربة» وعدم ظهورها بوقت لحظي وترك البيوع اللحظية وأسعارها الآنية للأسهم القوية، لتقنين المضاربة على الأسهم الرديئة والعشوائية الى الاستثمار أوالمضاربة على اسهم العوائد مضيفا أن «هذا لن يتطلب من الهيئة الكثير من الاجراءات، واتخاذ احد هذه الحلول واجب وضروري». وقال الضحيان أن الوضع الاقتصادي يدعو للتفاؤل مضيفا «لا أعرف لماذا كل هذا التشاؤم.. هناك ربحية مرتفعة في كل القطاعات والوضع الاقتصادي للمملكة ممتاز، وأغلب أعمال الشركات السعودية يصب في السوق المحلية». وزاد الضحيان:» ليس للأحداث الخارجية في أوروبا علاقة بما يحدث لدينا، مايحدث عبارة عن تحدي من مجموعة من المضاربين الكبار، ومايحدث من ارتفاعات على النسب العليا لبعض الشركات وبعد ايام يتم ايقافها لخسائرها دليل على كمية التلاعب . محمد الضحيان من جانبه رأى المحلل الاقتصادي محمد العمران أن هبوط السوق السعودية وإن ارتبط بما يحدث في الأسواق العالمية بطريقة وأخرى، إلا ان النزيف الفعلي بعد إيقاف سهم «الاتصالات المتكاملة» مباشرة حيث تشكلت قمة السوق في ذلك الوقت، مضيفا:» قد يرتبط الموضوع بشائعات حول ايقاف بعض المضاربين أو التحقيق معهم ولكن لايمكن أن نعوّل على مثل هذه الاشياء، السوق ارتفع فجأة بقوة دون أن يسأل أحد ما السبب وها هو يعاود الانخفاض بذات الطريقة». وعن الرؤية الفنية للسوق قال العمران:» كل الاحتمالات مفتوحة لدينا نقطة 7000 الاف تعتبر نفسية للمتداولية و 6900 تعتبر نقطة مقاومة في حال كسرها لا يمكن أن نتوقع الى ين سيتجه السوق، وعند أي نقطة سيتوقف النزف، فالاحتمالات كلها مفتوحة الان وتؤكد عدم الاستقرار خلال العامين المقبلين إما ارتفاعا او هبوطا ولكن لن تشهد استقرار أفقيا». وقال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن مايحدث في السوق ضريبة للصعود القوي الى 8000 نقطة دون توقف لبناء نقاط دعم يمكن الاستناد عليها، لوقف الهبوط الحاد، مضيفا:»السوق منذ صعودها مطلع العام لم تشهد تصحيحا حقيقيا للمؤشر، كان هناك تراكمات لهذه المناطق التصحيحية، فأثر سلبا على استمرارية السوق». وأوضح البوعينين ان السوق بتداولات أمس أنهت فعليا الموجة «التصحيحية» بإقترابها من 7000 نقطة، مستطردا:» أي انخفاض دون ذلك قد ينبئ بإنهيار للسوق، ولكن مايدعو للتفاؤل الآن أن حجم التداولات منخفض جدا بمقارنة بالانخفاض الحاد في المؤشر, وهذا ربما يشير لاحتفاظ كثير من المستثمرين بمراكزهم المالية». واضاف البوعينين:» لو كان للسوق صانع حقيقي لما سمح بالوصول لنقطة 8000 دون تصحيح صحي, ونطالب منذ سنوات بإيجاد صانع سوق حقيقي يضبط الحركة صعودا وهبوطا، ومايحدث لاشك أنه قد يكون مرتبطاً بشكل غير مباشر بالأسواق العالمية.