كانت راقصة الباليه لي مينغ - كيونغ البالغة من العمر 12 عاما تأخذ قسطا من الراحة في ستوديو الرقص وهي تمعن التفكير في ذلك الشعور بالتوتر الذي يغمرها كلما وقفت بطريقة يصفها النظارة بالخرقاء إلى أن تبدأ الموسيقى بالعزف. وعندها ترقص مينغ - كيونغ على الأنغام الكلاسيكية وهي تقفز على أطراف أصابعها باتزان ورشاقة، أما عندما تتوقف الموسيقى فإنها تعود لوضعها الأخرق خاصة أمام الاغراب. ولكن ما السبب؟ تجيب والدتها أن ابنتها تعاني من فقدان الثقة في نفسها، وهي معضلة تأمل في أن تتخلص منها بعدما تخضع لجراحة تجميل تكسبها عينين ذات شكل غربي. وتوضح مينغ- كيونغ قائلة،» إذا خضعت للجراحة فان عيني ستبدوان بشكل اكبر»، وتضيف قائلة إن كل الناس يشيرون إلى صغر عينيها مما جعلها توقن بأنها ليست فتاة جميلة.وحري بجراحة على جفنيها لإحداث ثنية مزدوجة عليهما ستعمل على توسيع عينيها مما يكسبهما شكلا غربيا إلى حد ما. وتقول الأم جانغ هايو - هيان «لم تطلب ابنتي الخضوع للجراحة ولكني سأعمل على ان يتم إجراؤها لها لأنها ستساعدها، إننا نعيش في مجتمع ينبغي أن تكون الفتاة فيه جميلة حتى تنعم بالحياة فيه. إنها ابنتي الوحيدة.» ويقول جراح التجميل، الدكتور كيم بايونغ - غان أن معيار الجمال ليس الوجه الآسيوي بل ذلك الوجه الأقرب إلى القوقازي. الفتيات يخضعن لجراحات التجميل بحثا عن أزواج.. والأطفال «يقطعون» ألسنتهم لاتقان الإنجليزية وتعتبر سيئول عاصمة جراحات التجميل في آسيا، ويضيف إن الصينيين والكوريين يطلبون منه أن تكون وجوههم على شاكلة وجوه الأميركيين، ويقول «إنهم يرغبون في أعين واسعة وأنوف أجمل وعظام وجه ضامرة مثل الغربيين، إنهم باتوا ينفرون من عظام الخدود الكبيرة البارزة والعيون الضيقة». ويوضح دكتور كيم قائلا إن جراحات التجميل الشائعة أصلا بين الكوريين أخذت تجد إقبالا من قبل الأثرياء الجدد في الصين الأم الذين باتوا يشكلون 90 بالمئة من مرضاه مما جعله يشارك في عيادتين هناك، ويضيف «هناك إمكانات نمو هائلة في ضوء هذا العدد الكبير من المرضى، الصينيات يرغبن في وجوه غربية الشكل، إنهن يتميزن بعظام خد بارزة وفك سفلي متسع الزاوية واجفان بلا ثنية مزدوجة وأنوف مسطحة، إنهن يسعين للحصول على وجه غربي الشكل. ويضع الدكتور كيم كامل ثقته في الاقتصاد العالمي ويؤكد على أن الاستثمار في جراحة التجميل سيحقق عائدات مجزية من خلال تعزيز الثقة في نفوس المريضات ويتيح لهن فرص اكبر على صعيدي العمل والزواج. غير أن فكرة العالمية لا تقف عند الوجه بل تتخطاه إلى ابعد من ذلك. وفي هذا الصدد يقول جراح الأسنان الدكتور جونغ هاك انه يعمل على محاربة صرعة جديدة تتمثل في قيام الأمهات بإحضار أولادهم لإخضاعهم لجراحة يتم فيها قطع العضلة تحت اللسان التي تربطه بقاع الفم اعتقادا منهن أن ذلك يساعدهم على التحدث باللغة الانجليزية بصورة أفضل. ويوضح الدكتور جونغ قائلا إن سكان منطقة آسيا الباسيفيكية يواجهون صعوبة في نطق بعض الأحرف الانجليزية وان النساء بتن منذ نحو عشر سنوات مهووسات بتعليم أولادهن اللغة الانجليزية في سن باكرة في ضوء التنافس الاقتصادي المحموم في كوريا حيث قد لا يجد من لا يجيدون الانجليزية فرص عمل جيدة. غير أن مارتن وانغ، رئيس تحرير مجلة «جايانت روبوت» يرى أن الجراحات لاكتساب الشكل الغربي « ضرب من الاستعمار الثقافي»، ويوضح قائلا،» إنها لا تقول صراحة أن الأسيويين قبيحون ولكنها تحمل رسالة تؤكد على هذه الصفة ضمنا». وسواء كانت هناك رسالة أم لا، فان الراحة النفسية التي شعرت بها مين - كيونغ بعد الجراحة التي استغرقت 20 دقيقة استحقت ما تم دفعه مقابلها.فبعد مضي بضعة أسابيع أرسلت الفتاة رسالة الكترونية أعربت فيها عن سعادتها بمظهرها الجديد. وعندما تنظر هذه الفتاة البالغة ذات الاثنتي عشر ربيعا إلى المرآة الآن فإنها لم تعد تنظر إلى عينيها فحسب بل إلى فتاة أكثر جمالا وأكثر ثقة في نفسها. موظفة بالمركز تستخدم التقنية الثلاثية الأبعاد على صورة مينغ لتحديد الثنية المزدوجة على الصورة تمهيدا للجراحة هكذا كانت النتيجة النهائية - لاحظ حجم العينين في الصورتين