هذا مثل تربوي فذ وقاعدة تربوية جميلة ومنهج كريم فريد وسديد ودرج عليه أهل العلم والفضل والنبل في التواصل والتواد تذكرت هذا المثل جيداً عندما قام جمع كبير من رجال التربية والتعليم في منطقة القصيم في بريدة وعلى رأسهم الأخ الدكتور عبدالله الركيان مدير عام إدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم ومساعدوه ورجال إدارته الكرام بتكريم عدد من رجال ورواد التربية والتعليم والمشهود لهم بالسبق والنبل والتألق التربوي والمعرفي والمساهمة الجادة والمفيدة في مختلف مناشط الإدارة المختلفة وهم الأساتذة الكرام - عبدالله الشبعان، محمد الدغيري، محمد الفواز، هؤلاء الثلاثة زاملتهم طويلاً وعرفت عن قرب جهدهم واجتهادهم وولاءهم التام للمهنة وعطاءهم المتميز ودأبهم الكبير والغزير في العطاء والبذل وجودة الإنتاج وهذا بعد الله ناتج عن أمور كثيرة أهمها خوف الله ومراقبته، ثانياً الإعداد الجيد وثالثهما الاختيار الدقيق لمن يعينون في الوظائف العامة وأخصها وأهمها على الإطلاق مهنة الرسل الكرام والأئمة الأعلام رسالة التربية والتعليم والقيام على تربية الشباب والطلاب، ومعلوم حسب قواعد الشريعة أن ولاية الأمور العامة في الإسلام يشترط فيها شرطان أساسيان أولهما وأهمهما الكفاءة أو الكفاية العلمية التي تناسب العمل العام الذي يراد ممن يتولاه القيام به والآخر العنصر الخلقي ومناطه الإخلاص. إن سنة الإسلام العامة في تولية العمل قائمة على عنصري المعرفة والاخلاص ومدار ذلك كله على تحقيق مصلحة الدولة والأمة، إن الوفاء من صفة الأوفياء وإنما يعرف الفضل والنبل والسبق من الناس ذووه ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل كما في الحديث الشريف الصحيح، ومن قواعد التربويين العظيمة (الثواب ايجابي والعقاب سلبي) إلا في حدود الله عز وجل وايجابية الثواب تظهر في مناح عديدة من دروب الحياة وقد نهج التربيون المجيدون على هذا المنهج في التكريم والإشادة لمن يستحق ذلك وهو أسلوب تربوي مميز ومفيد وحافز العديد ممن لديهم القدرة والطموح والجودة في العمل والإنتاج وإذا رأى التربوي أن عمله مقدر فإنه يزيد في العطاء والبذل وهذا مشاهد ومعلوم لكل ذي عينين، هذا ولقد أعجبتني تلك الأجواء المفعمة بالحب والقرب والحنان من قبل رجال التربية والتعليم في المنطقة وهذا السبق والتسابق في الإكرام والتكريم والبذل والعطاء المميز ولا شك أن وراء ذلك رجالا كراماً عرفوا رسالتهم ورسموا منهجهم وتهيأوا تماماً لكل عمل صالح رشيد وكلنا يعرف القاعدة التربوية المثلى (أعطنى مديراً اعطك مدرسة) ونحن نعلم جميعاً أن قدرة وندرة كل جماعة أو مجموعة مستمدة من قدرة وشجاعة المسؤول الأول فيها وقد رأيت ذلك جلياً واضحاً في د. عبدالله الركيان ومعاونيه وزملائه الكرام حقاً إنها ليلة سعيدة ومسعدة تجلت فيها المواهب والقدرات التربوية الفذة في أنبل وأكمل وأسمى معانيها ورأينا فيها وجوهاً مباركة طيبة مستنيرة منيرة متهللة ضاحكة مستبشرة ارتسم فيها النبل وارتسمت فيها ملامح وسمات وصفات رجال التربية والتعليم والإيقاع العام للحفل وما صاحبه أشبه بحركة جادة ومفيدة تنطلق من عقالها فتظهر كل شيء وتنثر عبق كل شيء وتهيج الساكن وتحرك الراكد وتهز كل ملول ومقصر هزاً عنيفاً طويلاً فإذا هي في عاصفة وعصف الجد والعمل والإنتاج (إن الشبه بالرجال فلاح)، إن الحفل بإيقاعه العام وحدة تخلع الكسل من نفوس أصحابه وفي الحفل ثروة هائلة من المشاهد الرائقة سواء في المكان الرائع المعد لذلك أو ما صاحبه من ود وحنان وتآلف وتكاتف بلغت نظر التربويين بوجه خاص كما رأينا ثروة هائلة من المقاصد والمشاهد والتعبيرات الأصيلة والنبيلة والأنيقة المنتقاة لتلوين المشاهد والإيقاعات وتلتقي هذه وتلك في مشهد تربوي أخاذ تضغط على الحس وتنفذ إليه في قوة وإيحاء عميق إن صفوة اللقاء لتؤدي بإيقاعها الفذ وصورها وظلالها حقائقها ومشاهدها ما لا تؤديه أي ترجمة أو عبارة لها (وليس من رأى كمن سمع) هذا هو الشعور العام الذي تسرب إلى نفوسنا في تلك اللحظات الجميلة الرائعة من جلسات رجال التربية والتعليم حتى كدنا نردد مع أبي الطيب المتنبي رائعته الجميلة: مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي ورؤياك أحلى في العيون من الغمض * عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم