واضح أن الفوز في الانتخابات الفرنسية سيذهب للاشتراكي فرانسوا هولاند، مالم يطرأ جديد ليس في الحسبان، سيتقدم أكثر من 46 مليون ناخب فرنسي وهم من يحق لهم الانتخابات والتصويت، خلال الحملة طغى عامل الاقتصاد كأهم الملفات التي تتداول، فالأزمة الأقتصادية الأوروبية ومن ضمنها فرنسا، أصبحت هي العامل الرئيس في تحديد من سيكون الرئيس القادم. الكثير يتخوف من دورالرئيس القادم هولاند - في حال فوزه - فسياسة الاشتراكيين مختلفة عن "الديجوليين" اليمين الذي يتزعمه "ساركوزي" الرئيس الحالي، فالرئيس القادم يريد فرض ضرائب تصل إلى 75% من أي فرنسي يحصل على دخل يفوق مليون يورو سنويا "مثلا" ، وفرنسا قد تصبح إحدى الدول التي ستعاني من أزمة مالية قادمة، فهي تتكبد الآن ديونا قدرها 1.7 تريليون يورو، وعجز موازنة يصل 5.2% . المحرك الأساسي الذي سيحدد من سيفوز بالانتخابات الفرنسية هو الإعلام الفرنسي، الذي يتجه لدعم كبير للاشتراكيين وفي حال فوزهم بمرشحهم فرانسوا هولاند سيكونون قد فازوا للمرة الثانية كان آخرها فرانسوا ميتران الفائز بولايتين متتالية. وخسارة اليمين بقيادة ساركوزي لن تكون غريبة أو مستبعدة أبدا، لأسباب اقتصادية والأهم هنا، البطالة والتشدد الأقتصادي الذي يطال الشرائح المتوسطة والأقل، ولم يكن هناك تركيز أكبر على الأكثر مالا بضرائب كما وعد بها هولاند، فساركوزي الذاهب لم يقدم الحلول، ورغبة التغيير هي الأكثر سيطرة للبحث عن مخرج وحلول لهذه الأزمة المالية التي تعاني منها فرنسا ويلوح بالأفق ما هو أصعب، ووعد هولاند الرئيس المتوقع فوزه يؤكد ويشدد أن الحلول بعاملين اساسيين هما "التحفيز للاقتصاد، وتحقيق النمو الأقتصادي" وهما من أصعب الحلول والخيارات الاقتصادية، فهي ليست مجرد مصطلح اقتصادي بل يحتاج لقاعدة يبني عليها النجاح لكي تتحقق هذه الأهداف، وأولها الضرائب فهل سيطبق ما وعد به بالانتخابات ووجود لوبي وقوة رجال المال والصناعة؟. أما السياسية الاقتصادية الأوربية فالرئيس المرشح هولاند يريد إعادة التفاوض حول معاهدة ضبط الموازنة في الاتحاد الأوربي، وإضافة ما يراهن عليه وهو التحفيز والتوظيف، وهذه حلول نظرية مطلوبة، ولكن هل هي كل شيء ؟ يجب توفر الأدوات لتحقيق ذلك. فاليورو أصبح عبئا على أوروبا بسبب ارتفاع سعره في ظل ركود اقتصادي والفرضية تتطلب العكس، السياسيون ليسوا اقتصاديين والعكس ممكن، فلن ينجح السياسي بدون رهان الاقتصاد، فالوعود تصبح كبيرة وواعدة ولكن المعيار في النهاية الأرقام هل سيحقق شيء ؟؟ من الصعوبة تغيير على الأرض كواقع، ولكن إعلاميا يمكن ذلك.