تعهد الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي بعدم السماح باستمرار انقسام الجيش وبمحاربة تنظيم القاعدة الذي قال ان المعركة معه لن تبدأ بعد. وقال هادي في كلمة له امس السبت في حفل تخرج دورات جديدة من الاكاديمية العسكرية بصنعاء " نعلم جميعا ان الحديث عن سلامة واستقرار وطن ومثل ذلك تحقيق امن الناس وحماية مصالحهم سيظل عديم المعنى بدون جيش وامن وطني موحد وقوي ومؤهل ومحترف وقبل ذلك مسنودا من قيادته غير خايف على حقوقه وهو ما يدفعني لإعادة التأكيد هنا انني وبحكم صلاحياتي المسنودة بالشرعية الشعبية والدستورية والقانونية من انني لن اسمح باستمرار الانقسام في الجيش مثل ما لن اقبل بمحاولة مهما كانت تعطيل مساره او حرفه عن مهامه وواجباته الاساسية " .واكد هادي الى انه لا توجد غير قيادة واحدة للجيش وقيادة واحدة للأمن وقائدا واحدا للجيش والأمن في اشارة الى اقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين تمردوا على قراراته باقالتهم من مناصبهم ولم يرضخ الاخ غير الشقيقي محمد صالح الاحمر قائد القوات الجوية وابن اخيه طارق محمد صالح قائد الحرس الرئاسي لقرارات عزلهم الا بعد تدخل مبعوث الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر شخصيا وبعد تهديدات المجتمع الدولي بنقل ملفهم الى مجلس الامن الدولي والتلويح بفرض عقوبات عليهم. كما تعهد هادي الذي انتخب في فبراير خلفا لصالح بموجب المبادرة الخليجية بمواصلة الحرب ضد تنظيم القاعدة الذي يسيطر على بعض المناطق في جنوب اليمن . وقال :"اقول للقتلة من اعضاء تنظيم القاعدة الارهابي الذين يسيئون للدين الاسلامي أن المعركة لم تبدأ بعد ولن تنتهي إلا بعد تطهير كل مديرية وقرية وموقع ليعود النازحين إلى منازلهم آمنين مطمئنين وبعد أن يجنح عنصر التنظيم الإرهابي الى السلم ويسلموا أسلحتهم ويتخلوا عن الأفكار التي تتناقض مع الدين الإسلامي الحنيف وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون."وقال هادي إن المبادرة الخليجية قد نجحت بإبعاد الاصابع عن زناد البنادق وإعادة الاطراف الى مربع الحوار الذي اخرج حكومة الوفاق الوطني الى النور . لكنه انتقد الخطاب الاعلامي للاحزاب السياسية التي وقعت على المبادرة ودعاها الى التخلص من ارث الماضي والتطلع الى المستقبل من خلال "تغيير خطابها التحريضي كلا ضد الاخر وبالبدء بانتهاج سياسة تقوم على احترام حق الاختلاف وتوجيه كل القدرات لترسيخ قيم السلم الاجتماعي وبلسم ما تشقق في النفوس وإزالة ما علق في الاذهان جراء الخصومة والذي ادى الى تصدع خطير طال الوحدة والشعب اليمني وقيمه المتقدمة إلا ان أي من ذلك لم يحدث."وأضاف:" ونحن نحضر لانعقاد مؤتمر حوار وطني الذي لا يمكن ان نقنع به احد من الاطراف الموقعة عليه وكل طرف يتربص بالآخر وهذه الخطوة الاولى التى ننتظرها وتتمثل بإعلان الاحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية بوقف حملاتها الاعلامية والتحريض وان تنطلق سياستها الاعلامية من الآن وصاعدا من جوهر التوافق التي نصت عليها المبادرة وكان مبعوث الأممالمتحدة غادر صنعاء امس السبت بعد زيارة استغرقت نحو أسبوعين تمكن خلالها من ممارسة الضغط على اقارب صالح لترك مناصبهم العسكرية تنفيذا لقرارات الرئيس هادي. وسيقدم بن عمر تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد جلسة خاصة لمناقشة الوضع في اليمن يوم 17 من الشهر الجاري. ووصف بن عمر زيارته لليمن بأنها كانت «ناجحة جداً». وقال قبيل مغادرته مطار صنعاء الدولي ان «هناك تقدماً كبيراً في العملية السياسية بفضل تعاون اليمنيين كما ان هناك تحديات على مستويات مختلفة أمنية واقتصادية واليمن يحتاج إلى مساعدة أصدقاء اليمن من أجل إعمار اليمن." وكشفت مصادر عسكرية عن قيام قيادة الحرس الجمهوري بقيادة نجل الرئيس السابق بإجراء استبعاد لعدد من القيادات العسكرية الفنية داخل قيادة الحرس الجمهوري في صنعاء ونقلها خارج العاصمة. وعلمت "الرياض" من مصادر عسكرية عن نقل عدد من الخبراء العسكريين الجنوبيين والمتخصيين في مجال الصواريخ وأيضا الخبراء الذين يشكون في علاقتهم مع اللواء على محسن الاحمر الذي انشق عن نظام صالح وانضم للثورة الى مواقع تابعة للحرس الجمهوري في ارحب ومأرب وذمار. وكان معظم هؤلاء الخبراء يعملون في اللواء الثالث حرس جمهوري الذي يحيط بالعاصمة صنعاء ويمتلك اكثر من 150 دبابة. واعتبر مصدر عسكري هذه التنقلات تعكس خطورة الوضع داخل الحرس الجمهوري. وعلى الرغم من إعلان ابن شقيق صالح طارق تسليم قيادة اللواء الى العميد عبدالرحمن الحليلي المعين من قبل الرئيس هادي وبحضور بن عمر يوم الخميس، إلا ان مصادر عسكرية كشفت عن رفض أركان حرب اللواء وهو من أقارب صالح الانصياع للقائد الجديد وإحداث نوع من التمرد على قراراته. وكشفت المصادر عن حالة تذمر كبير داخل الحرس الجمهوري وان احد الالوية شهد تمردا عسكريا على احمد علي عبدالله صالح قبل اكثر من شهر مما جعل قيادة الحرس تقمع التمرد بالقوة.