من منا لا يريد الحب..؟ صغارا كنا أو كبارا نبحث عن ينابيع الحب لنغرف ما نستطيع منها قد نرتوي لحظات وقد لا نرتوي، ولكن نبقى باحثين عن الحب..؟ الاشكالية ليست في البحث عن الحب، ولكن في مفهوم الحب عند بعضنا، حيث يعتقد البعض أن الحب هو إقصاء الآخر. وهذا الإقصاء لا يكون فكريا فقط، بل يكون في إقصاء كامل، حيث يسعى البعض الى ان يجعل من الآخرين بقايا ظل تتبعه بلا كيان او رأي او إرادة يريد من شريكه أو صديقه مجرد تابع يقبع خلفه ويستجيب لكل طلباته حتى وإن كانت إلغاء كامل لانسانيته وإن لم يفعل ذلك أخرجه من جنة محبيه واعتبره من طائفة المغضوب عليهم..، والبعض الآخر يغرق حبا لكل كلمة تسقط في طريقه ويذوب في كل همسة تنام على طرف أذنه وإن لم يتبعها فعل يؤكد هذا الحب..؟ وبعضنا يعتقد ان مقياس الحب في ترمومتر يسمى المال، فكلما أغرقته بالمال اعتبرك محبا له وإن لم تصن كرامته وإنسانيته..، والبعض تنهشه الذئاب وهو يبحث عن قطرة حب خذلته فيها رغبات الجسد، فكانت الخطيئة ثمن الضعف..؟ ولانه الحب غاية الجميع فإنه سمو أخلاقي وارتقاء قيمي ينبع بنقاء من وجدان الأنقياء، فهؤلاء المحبين تجدهم في الأقسى كلمة حين تخطئ والأنبل عطاء حين تحتاج والأكثر حفاظا على سرك حين تتفكك السياج من حولك.. الحب لغة الأقوياء والحب لغة النبلاء ويبقى الحب هاجس الجميع، ولكنه لغة لا يتقنه الجميع.. الجميل في الحب انه ينمو في شفاه المتفائلين، حيث ابتسامة الحياة تنمو فوق ينابيع المتفائلين..، والجميل في الحب انه يكشف الأقنعة ويحطم مرايا الزيف.. مشكلة الحب انه ينمو كثيرا في أرض الكبرياء فهو لا يحب المنكسرين أبدا، بل هو يكبر بقدر ما تعطي للآخرين وينمو بقدر ما تحترم الآخرين ويثمر بقدر سمو انسانيتك، الحب لا يحب المنهزمين، وليس جزءا من الوهن الأخلاقي.. الحب لغة عقل هو جزء من نبل الفرسان لا يكبر في محيط الغابة وان بدت أزهارها ملونة لا ينمو بين الطحالب وإن بدا لونها أخضر.. لكل الباحثين عن الحب امتطوا صهوة الإيمان بالخالق وستجدون الحب في كل مكان نقيا ونظيفا وستجدونه بين أضلع النبلاء لان الحب قيمة من قيم الجمال..