أعلن مركز حقوقي فلسطيني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي جرف منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى نهاية شهر آيار 2005، ما مساحته حوالي 31699 دونماً من الأراضي الزراعية أي قرابة 20٪ من مجموع الأراضي الزراعية لقطاع غزة البالغ مساحتها 156720 دونما، كما دمر بشكل كلي حوالي 2704 منزلاً فضلاً عن 2185 منزلاً أصيبت بأضرار مختلفة. وقد خلفت عملية هدم المنازل تشريد وتشتيت حوالي 49979 شخصاً أصبحوا يعيشون بدون مأوى وذلك بواقع 6379 عائلة. وأكد التقرير الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان حول «اعمال التجريف والهدم التي للاراضي الزراعية والمنازل السكنية والممتلكات المدنية التي نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي» انه منذ بداية الانتفاضة العام 2000 وحتى تاريخ 31/5/2005 واصلت قوات الاحتلال وبشكل ممنهج تدمير الممتلكات المدنية وتجريف الأراضي الزراعية وهدم المنازل السكنية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويغطي التقرير - وهو الحادي عشر الذي يصدره المركز - الفترة ما بين 1/5/2004 - 31/5/2005 ويقتصر على عمليات التجريف والهدم التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وأشار التقرير الذي تلقت «الرياض» نسخة منه، إلى أن الفترة ما بين آيار 2004 - كانون ثاني 2005، شهدت تصعيداً كبيراً في عمليات قوات الاحتلال ، فيما شهد قطاع غزة حالة من التهدئة النسبية من الفترة ما بين شباط - 2005 وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير، لاسيما على صعيد تدمير الممتلكات المدنية وتجريف الأراضي وهدم المنازل وعمليات القتل. هذه التهدئة مردها إلى الهدنة المعلنة بعد شرم الشيخ بتاريخ 8/2/2005. وعلى رغم التهدئة المشار إليها إلا أن قوات الاحتلال واصلت انتهاكاتها الأخرى بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث لا تزال تلك القوات تقوم باعتقال المدنيين على الحواجز، فضلاً عن استمرارها في فرض الحصار المشدد على قطاع غزة، حيث تغلق المعابر الحدودية بين الفترة والأخرى، وتغلق الطرق الرئيسية والفرعية التي كانت قد أغلقتها منذ بدء الانتفاضة، مما خلف واقعاً مأساوياً وظروفاً حياتية صعبة جداً. كذلك بقيت المناطق التي شهدت عمليات تدمير الممتلكات وهدم المنازل وتجريف الأراضي، تعيش واقعاً غير آمن، حيث لا تزال آلاف الأسر والعائلات مشتتة، بدون مأوى خاص لها، كما لا يزال أصحاب الأراضي الزراعية غير قادرين على إعادة إصلاح تلك الأراضي سواء بسبب قلة الإمكانيات المادية، أو بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى أراضيهم نتيجة قربها من المواقع العسكرية لجنود الاحتلال، أو لقربها من المناطق الحدودية أو المستعمرات. وفي مقابل التهدئة المذكورة في قطاع غزة، تشهد المناطق في الضفة الغربيةالمحتلة، ازدياداً ملحوظاً في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة عمليات سلب الأراضي واقتلاع الأشجار وتجريف الأراضي الزراعية وهدم المنازل السكنية، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية بناء الجدار الفاصل، والذي يلتهم آلاف الدونمات الزراعية التي تعود لمواطنين فلسطينيين، علاوة على ما خلفه الجدار من تأثير بالغ الصعوبة على مجمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية. فضلاً عن ذلك تستمر القوات الحربية الإسرائيلية في إطلاق النار على المدنيين، وفرض الحصار المشدد على المدن والقرى والبلدات في الضفة الغربية.