في الأمس كانا في"سجّن"-الراديو- الاذاعة السعودية، وياليته استمر، بسبب أنها تهتم بالعديد من القضايا الاجتماعية والثقافية والتربوية والعلمية والتي تلامس اهتمامات المجتمع، تلك الإذاعة كانت تبحث عن المذيع الناجح الذي يملك الثقافة والمعرفة والاطلاع الواسع والإحساس بالمسؤولية واختياره للمواضيع الاجتماعية التي تتميز بالجدية والحداثة وتقدم الفائدة التي ينتظرها المستمع. هناك نماذج من المذيعين الناجحين الذين استطاعوا ان يكسبوا الاحترام ومازالت برامجهم واسماؤهم عالقة في أذهان الجماهير من خلال ذلك"الراديو"العتيق. "اليوم" ومع الانتشار"الصارخ"لاذاعات-fm- أصبحت البرامج الإذاعية مواد غنائية "معلبة" ومذيعين ايضاً يستفزونك لتردد معهم تلك الأحرف الناقصة في حناجرهم.!، حتى وان كان هناك برنامج يقدمه فهو لا يعدو كونه استقبال اتصالات وطلب أغانٍ ولمن تقدم أهداءك فقط، وكأن قضايا الشارع انتهت ولم يبق سوى انتظار الأصدقاء لتقديم إهداءاتهم الغنائية. احداها تقدم برنامج، من الممكن أن يطلق عليه( تكفى دق علينا ) ويتم استقبال الاتصالات، ليس للمناقشة او أخذ الرأي، بل تطلب منه ان يقدم اسمه والى من يوجه له( مساء الخير ) ولا اعلم هل ( مساء الخير ) مهمة لدرجة ان يخصص له مذيع وبرنامج على مدار الاسبوع؟ هناك برنامج تقدمه مذيعة غير سعودية ليس لديها مخزون في اللهجة السعودية وتأخذ اتصالات من أنحاء المملكة ويضطر المتصل ان يكرر ما يقوله اكثر من مرة ليوصل فكرته للمذيعة، دائما ما يتم قطع الاتصال (فقدنا الاتصال) والسبب يعود الى عامل اللهجة، هناك نماذج كثيرة لهذه البرامج التي تستهدف الجمهور لغرض الكسب المادي فقط. اليوم كان مخالفاً للأمس وياليتنا لم نخرج من ذلك السجن، حيث اصبح من السهل ان تصبح مذيعا، وكل ما تحتاجه ان يكون لديك صوت وقليل من الظرافة السمجة، بهذه المؤهلات تصبح مذيعاً وتقدم نفسك كنجم. بعض هذه الاذاعات تقدم برامج أسبوعية جيدة ويحكمها العامل النفسي للمذيع بمعنى(على فضاوتي)..ياسيد.!؟ راديو جيل الستينيات