أكد مدير عام مؤسسة التراث الدكتور زاهر بن عبدالرحمن عثمان أن مؤسسة التراث أنجزت مشروع إعادة ترميم مدرسة الهفوف بتكلفة 2,250,000 ريال والتي تعد من المدارس الأولى بالمحافظة. وأضاف أن إنجاز هذا العمل جاء بدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي كان وراء فكرة ترميم المدرسة، وتبرع سموه بتكاليف إعداد الدراسات الأولية على حسابه الخاص، وأسند إلى مؤسسة التراث مهمة القيام بأعمال الترميم وإعادة تأهيل المبنى الذي تم استكماله من خلال تبرعات مجموعة من رجال الأعمال الذين تخرجوا من المدرسة. وأشار الى ان مؤسسة التراث قامت بعمل دراسات علمية وافية، ورفع مساحي لمبنى المدرسة من أجل إعادة تأهيله وترميمه ليصبح مركزاً حضارياً ومعلماً تاريخياً. وراعت مؤسسة التراث في عمليات الترميم العناية بالناحية الإنشائية من خلال معالجة العيوب والانهيارات في المبنى، كما راعت الناحية المعمارية بإعادة المبنى إلى شكله الأصلي الذي كان عليه، واتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لتدعيم المبنى، والتأكد من عدم انهيار أي جزء في أثناء العمل، وقد شملت أعمال الترميم مختلف أجزاء المبنى من أساسات وجدران وأبواب وشبابيك، وأسقف، وأرضيات، إضافة إلى إزالة التمديدات الكهربائية، وتوزيع وحدات إنارة ذات طابع تراثي، وتركيب نظام إنذار للحريق، وتوفير مكيفات للغرف. يتوسط المبنى من الداخل فناء مربع الشكل تقريباً تحيط به من الجهات الأربع أروقة تحملها عقود نصف دائرية تتوج صفوف الأعمدة المطلة على الفناء بحيث تبرز فنون العمارة المحلية المستقاة من فنون العمارة العربية والإسلامية، ويظهر للداخل إلى المدرسة عبر بابها الرئيسي على جانبي المدخل مباشرة غرفتان متقابلتان أحدهما شمالية والأخرى جنوبية، وكان يشغل هاتين الغرفتين طلاب السنوات (الخامس، والسادس) وبعد هاتين الغرفتين توجد قاعتان كبيرتان متقابلتان من جهتي الشمال والجنوب مخصصتان لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة . وتزين حيطان الصفوف المتقدمة مثل الصف الخامس والسادس خريطة أو أكثر من خرائط القارات السبع لأغراض تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا. يذكر أن التراث مؤسسة وطنية لا تسعى للربح كهدف أساسي وأنشأها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، انطلاقاً من حرص سموه وعنايته بالتراث، وهي تعمل على إعادة صياغة المفهوم الوطني للتراث، وتأكيد أهميته، كعنصر متجدد يستمد جذوره من الماضي، ليسهم في انطلاقة حضارية واثقة إلى مستقبل أكثر إشراقاً. ويمتد نشاطها ليشمل عدداً من المجالات المتعلقة بالمحافظة على تراث المملكة بشكل خاص، والتراث العربي والإسلامي بشكل عام . معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم وزير دولة متقاعد وأحد طلاب مدرسة الهفوف الأولى قام بتأليف كتاب عن المدرسة بعنوان «كانت أشبه بالجامعة» وقال معاليه ل «الرياض»: كان خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الأولى وذلك في بدايات التعليم في الخمسينيات والستينيات من القرن الهجر ي الماضي أشبه ما يكون في مستوى خريج الجامعة في أيامنا المعاصرة. ومن أهم مدرسي المدرسة: حمد الجاسر، عبدالله بن عبدالرحمن الملا، يوسف بن راشد المبارك، عبدالرحمن بن محمد القاضي، عبداللطيف بن عبدالعزيز المبارك، عبدالله بن عبدالرحمن الباز، حمد بن عبدالرحمن العمر، عبدالله بن محمد بونهية، السيد محمد الخليفة، عبدالمحسن بن حمد المنقور، عبدالعزيز بن منصور التركي، محمد علي النحاس، إبراهيم الحسيني، عثمان المعارك، عبداللطيف بن عبدالله بودي، ومحمد بن عبدالعزيز الجيبان، ومن أهم الشخصيات التي درست بالمدرسة من الأمراء خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود وسعد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود وعبدالعزيز بن عبدالله بن جلوي وعبدالعزيز بن سعود بن جلوي وفيصل بن فهد بن جلوي ومحمد بن فهد بن جلوي، ومن الوزراء ومن في مرتبتهم: محمد بن عبدالعزيز بن زرعه ومحمد بن عبداللطيف بن محمد آل ملحم وعبدالعزيز بن عبدالله السالم وحسن بن مشاري الحسين وعبدالله بن عبدالرحمن العمران، ومن وكلاء الوزراء ومن في مرتبتهم: صالح بن عبدالعزيز السالم ومحمد بن عبدالعزيز الباز وأحمد بن عبدالرحمن المانع وعبداللطيف العجاجي وصالح بن عبدالرحمن المزروع وعبدالرحمن بن عبدالله الوهيبي وعبدالمحسن بن حمد المنقور.