دعا الكاتب الصحفي بصحيفة "الرياض" الزميل الأستاذ فهد بن عامر الأحمدي الى ضرورة عدم الخلط بين الحقوق الملكية الفكرية وحق المعرفة والاطلاع وعدم الاستغلال السيئ لقوانين الملكية الفكرية التي قال انها نتيجة أبحاث جادة وأموال منفقة بغرض تطوير منتجات مادية بذاتها مما يتيح لمتولّي أمرها الاستفادة منها بحسب مادة قانونية معينة. ولفت الأحمدي في محاضرته "نظرة المجتمع المعرفي للملكية الفكرية" التي ألقاها صباح امس ضمن فعاليات المنتدى السعودي للملكية الفكرية تحت عنوان "براءات الاختراع من الفكرة إلى السوق" الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع جامعة الملك سعود ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية لفت الأحمدي الى ان حق المعرفة لا يعني احتكار او حجز او منع المعلومة عن كل من يرغب مشيراً الى ان لدينا مشكلة تتمثل في ان الهدف من الملكية الفكرية هو توثيق الإبداع وحماية حقوق المبدعين ولكنه تحول في الفترة الأخيرة الى مجرد توثيق بهدف الاحتكار ورفع القضايا والاستفادة من حقوق التصنيع والتأجير. كتّاب وأكاديميون: تراجع الاقتصاد المعرفي سببه تباطؤ خطط إعادة هيكلة التعليم وغياب الاستراتيجيات وكان الزميل الأحمدي قد تناول في ورقته تعريف المجتمع المعرفي واستعرض علاقته بالملكية الفكرية وعلاقتها بمجتمع المعرفة مدللاً على تعريفه بعدد من الأمثلة والشواهد العالمية كما طالب الكاتب الأحمدي بضرورة التفريق بين الثورة العلمية والثورة الصناعية مشدداً على ان المعرفة مورد لا ينضب مثل بقية الموارد لافتاً في الوقت نفسه الى ان الملكية سلاح ذو حدين فمن جهة هي ضرورة لحماية حقوق المبدعين وتطور التقنية بطريقة تراكمية مفيدة ومن جهة تشكل نوعاً من الاحتكار وحرمان غير القادرين على الدفع ومجاراة الحراك القانوني في الدول المتقدمة. الجلسة الأولى ويبدو د. العريفي ود. العلمي ود. العجلان والأحمدي وكان الأحمدي قد اشار في بداية المحاضرة إلى أن المجتمعات البشرية تنقلت بين مجتمعات بدائية إلى مجتمعات رعوية إلى مجتمعات زراعية، لافتاً النظر إلى أنه في بداية القرن 18 بدأت الثورة الصناعية في أوروبا وتحديداً انجلترا، حيث دخل البشر في طور جديد وهو المجتمع الصناعي . وبين الأحمدي أن المجتمع الصناعي يختلف عن المجتمع العلمي، فالعرب كانت لهم حضارة والصينيون كانت لهم حضارة والبابليون كانت لهم حضارة ولكن هذه الحضارات لم تتحول إلى صناعة، فالمجتمع الصناعي تميز باختراع المصنع موضحاً أنه بعد الحرب العالمية الثانية أصبح المنتج المعرفي أغلى من الصناعة نفسها، بمعنى أن تملك العلوم والابتكار والقدرة على الإبداع أهم من الصناعة نفسها . جانب من الحضور من جهته أكد أستاذ العقيدة في جامعة الملك سعود الدكتور محمد العريفي في ورقته التي كانت بعنوان "حفظ حقوق الملكية الفكرية في ميزان الشريعة أن الدين الإسلامي جاء بحفظ الحقوق العامة للناس حيث شرعت العقوبات لمن يعتدي على هذه الحقوق وهذه الحقوق تتعلق بالأراضي والأعراض والأنفس والعقل فلا يجوز لشخص أن يعتدي عليها. وبين أن الإنسان لا يجوز له أن يعتدي على عقله بشرب خمر أو تعاطي مخدرات أو إزالته بأي نوع من أنواع الإزالة، كما أنه لا يجوز للإنسان أن يعتدي على جسده كأن يقطع أصبعه من غير سبب. اما وكيل وزارة التجارة السابق رئيس الوفد التفاوضي لانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية الدكتور فواز العلمي فقد قدم ورقة علمية أشار فيها إلى أن أسباب تراجع الاقتصاد المعرفي في الدول، يعود إلى تباطؤ خطط إعادة هيكلة التعليم، وغياب استراتيجيات البحث والابتكار، وبطء شبكات الإنترنت وضعف قدرات الاتصالات، وغياب صناعة تقنية المعلومات، وانتشار انتهاكات حقوق الملكية الفكرية، وعدم توفر الشفافية في تنفيذ الأحكام القضائية. وأوضح في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات المنتدى بعنوان (أثر الملكية الفكرية على النمو الاقتصادي)، أن محركات المعرفة في العالم هي عن طريق التعليم، مبيناً أن التعليم هو الأساس في تحقيق الإنتاجية التنافسية، والبحث هو الإبداع في دمج الاتصالات بتقنية المعلومات، والابتكار هو الرابط بين المؤسسات الأكاديمية والتجارية، والتي تؤدي بدورها إلى الملكية الفكرية فالاقتصاد المعرفي.