غادرت مكانا أحببته، سكنت فيه وسكن فيّ، أضاف إليّ الكثير ،علمني، صقلني، جعلني أقوى أكن له كل الولاء والانتماء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. عندما يصدح اسمك يا جامعة ألتفتُ لأستمع للمتحدث باحترام وكأنه يتحدث إليّ. جزء منكِ كنتُ ولا زلت. لذلك من أجلكِ كتبتُ. قبل أربع سنوات غادر قادتك إلى اليابان يسعون للاستفادة من الدول المتقدمة في التعليم وأحسنوا الاختيار. قبل زيارتهم طلب منهم منسقو الزيارة تقريرا تفصيليا لما يريدونه تحديدا فعكفوا جاهدين في كتابة تقرير مفصل قد بلور أهدافهم في تطوير البنية التحتية للتعليم العالي. وصلوا اليابان وسكنوا الدور السابع والثلاثين ثم بدأوا رحلة الانبهار أولى محطاتهم كانت في مراكز التعليم ما قبل سن المدرسة نظر قادتك يا جامعة في عيني منظمي الرحلة نظرات تعجب وكأني أسمع صوتهم نريد خبرات ومعارف في تطوير التعليم العالي وليس زيارة روضة أو حضانة! فنطق منظمو الرحلة قبل أن يسمعوا ذلك نحن هنا لا نعلم الأطفال فحسب بل هم من يقودون اليابان للفكر المناسب وأشار إلى مجموعة من الأطفال ثم قال هؤلاء يرسمون الزي المدرسي الذي يرونه مناسبا لهم، وهؤلاء مجموعة أخرى ترسم شكل الكرسي الذي ستجلس عليه! إن كان ذلك يُفعل مع أطفالهم فماذا فعلنا مع شبابنا؟! هنا نستطيع أن نجيب لماذا تقدمت اليابان ؟هنا سر التفوق والتطور والنهضة والعالمية ألا وهو احترام الذات البشرية فكرا وإنتاجا. إنك تملكين يا جامعة أحدث المباني لتهيئة المتعلم للتعلم وميزانية وافرة من وطن كريم، ما يجب التركيز عليه الآن هي القوى البشرية التي تمتلكينها وسواعد الشباب الذين تعلق عليهم الآمال لنتمكن من تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في التحول إلى مجتمع المعرفة. لمَ الحديث موجه لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؟ أقول: لأنها صرح ليس ككل الصروح أشرف على بنائها ملك ليس ككل الملوك فالكل ينتظر منها تميرا وانجازا ليس ككل الإنجازات. لمْ أقُد يوما منظمة ولكني دخلت في معمعات المنظمات وتعلمت كيف للإنجاز أن لا يكون. مما يعوق الإنجاز يا جامعة هو حائط الصد وإليك لبناته.. - انعدام الانتماء والولاء أراه يتجلى هذا الانعدام حينما لا نحسن توصيل رؤية وأهداف ورسالة الكيان بحس انساني وعلمي إلى أفراده فإذا انعدم الولاء انحط الانتماء. - الكلمات السلبية التي نستمتع بإلقائها بين فينة وأخرى على هؤلاء الشباب البذرة التي يرنو الجميع إلى حصد ثمارها. تلك الكلمات التي تحد من تقدمهم علينا ايقافها. وتحية تقدير لمن لم توقفهم رأيتها يوما تتسلم جائزة رفيعة المستوى سألتها وهي القريبة إلى النفس كيف استطعت الوصول أجابت برقة كم أنّبوني بأنني فاشلة وزاد تأنيبهم كلما تقدمت وهاهم اليوم يمنحونني هذه الجائزة. ببساطة لم أصدق كل ما يقال. - الخلاف بين مسئول وآخر حينما يكون ضحيته الشباب هنا الخسران! - التعسف في القرارات واللامنطقية لا يخلف ذلك إلا ذوات مرهقة ودمارا. قد لا تكون لبنات حائط الصد هذه جديدة على القارئ لكن ما أود التنبيه عليه علينا ادراك ما ستؤول إليه هذه اللبنات عندما تتعاظم. لنتكاتف جاهدين في اعادة خصائص ذرات هذه اللبنات لننعم بلبنات عمران وازدهار تسر القاصي والداني.