هل أنت مسلم متدين؟ إذًا لماذا لم نسمع لك خطبة أو حوارًا تكشف فيها مزاعم هؤلاء الليبراليين.... المفسدين.... اللاأخلاقيين بل العملاء. هل أنت مسلم ليبرالي؟ إذًا لماذا لم نقرأ لك مقالة تكشف عن تسلط هؤلاء المتدينين الظلاميين.... المتشددين.... المتزمتين!! ألا تصلح المقدمة السابقة ملخصًا للمشهد الثقافي السعودي.. ويا للكسوف!! لوح بالعصا كيفما شئت... لكن حدد أولًا... تمسكها من أقصى اليمين... أم من أقصى اليسار... لا تفكر بالمنتصف.. فالمعركة لا تحتمل أنصاف الحلول... أن تعمل المرأة خارج البيت. سواء كاشيرة أو غيرها. هدف أساسي عند الليبراليين... لا يهم إن كان أجرها يحقق لها الحد الأدنى من المعيشة... ولا يهم إن كان متناسبًا مع مؤهلها العلمي... ولا يهم إن كانت من الباحة وتعمل في شرورة المهم... أنها موجودة في مجتمع ذكوري.. كاسرة قيود الأعراف وكل التقاليد، وأن تحرم من ذلك كله أو من بعضه على خلفية فتوى وتنزوي مكسورة في بيتها.. تنتظر من تستجديه وكيفية أن تستجديه، أباها أخاها زوجها.. أو حتى ابنها فذلك أصغر الهموم عند المتدينين.. ولا يهم البحث عن بدائل أفضل تحافظ على الحد الأدنى من إنسانيتها.... المهم... أن تخسأ أهداف الليبراليين. أن تقود المرأة السيارة.. فذلك إنجاز عند الليبراليين... ولا يهم كم أمية أو عانسًا أو حتى مشروع مطلقة تقف في محطات الانتظار.... المهم أن تجوب السعودية شوارع السعودية تقود سيارتها فيما تقطر غيظًا قلوب المتدينين!!! إن أي انهزام ليبرالي... هو انتصار عند المتدينين يوازي في نتائجه غزوة من الغزوات.. والعكس صحيح، فليس من شأن الطرفين التوصل لنقطة تلم شعث الطرفين.. المهم لا وألف لا للمتدينين والأهم.. ألا يكون على أرض الجزيرة مكان لليبراليين. وماذا بعد يا سادة هل من يتفضل ويخبرنا إلى أين سيصل بنا هذا الذي تسمونه حراكًا.. ولسنا نراه إلا عراكًا.. لمَ لمْ نقرأ لكم عن خطة أو منهج لمكافحة البطالة في أجندتكم... ولم نسمع عن فكرة أو سياسة للنهوض بالواقع التعليمي في خطبكم. أبدًا لا نشاهد أيدي تهم بالحصاد... فقط فكين يطحنان الهواء. ما رأيكم لو تترجلون قليلًا عن منابركم وتنتبهون إلى تلك الزيادة المخيفة بنسبة العوانس وما يقابلها من ازدياد في نسبة الشواذ داخل الجامعات، فهل يملك أحدكم إحصائية من هذا النوع!! ما رأيكم لو تبعدون مكبرات الصوت وتنصتون قليلًا لأنين الأميَات والفقيرات وما تعانيه الأغلبية منهن من شظف العيش وانعدام الفرص لحياة كريمة، فقد ضقن ذرعًا بسجالاتكم. ماذا لو غادرتم مكاتبكم المكيفة لتطالكم حرارة جيل قادم من (النوعين) يلتهب غيظًا من حواركم صارخين - نحن وين وانتوا وين!! ختامًا - يا من كنت ليبرالىًا أو متدَينًا وفي اي وضع من المسؤولية كنت ولا تسعى لتصحيح وضع ابنة وطنك بما يمليه قرآنك وسنتك وضميرك نقول: من أعطاك الوصاية عليها؟.. فما أحوجك لمثلها!!!!