أنواع الإزعاج كثيرة ومتفاوته في درجاتها وفي القدرة على احتمالها لكنها قد تكون أكثر استفزازاً إذا ما كانت في التوقيت الخطأ، أو أنها أصبحت واقعا لا يستطيع الإنسان أن يغيره أو يهرب منه إذا ما أغمض عينيه أو سد أذنيه! هذا ما يستشعره أهل الرياض في متنزهاتهم البرية التي يقصدونها للنزهة والاستجمام والاستمتاع بأجواء الربيع القصيرة لأنهم في معظم الأحيان يصدمون بالواقع المزعج. فحتى ولو تغاضوا عن شح الخدمات في المتنزهات البرية (الثمامة) بالرغم من ازدحامها وتوافد الناس عليها طوال العام، كوجود الحمامات العامة وحاويات النفايات والتي أصبحت بالنسبة لهم حلماً صعب المنال، فإنه من الصعب فعلا التغاضي عن الواقع المزعج الذي يسيطر عليها، بوجود عامل أجنبي لا يعرف ما هو وضعه ، وحوله مجموعة من الدراجات النارية الرباعية (الدبابات أو البانشي) ليؤجرها على مرتادي المتنزه بدون ضوابط أو احترازات. الواقع المتمثل في وجود العمالة الأجنبية التي تؤجر هذه الدراجات النارية يتجاوز حدود التسلية إلى الإزعاج بل ويتعداه ليصبح خطرا يهدد سلامة مرتادي المتنزه وراحتهم. التجاوزات الموجودة حول هذه الدراجات وتأجيرها لا يوجد عليها اختلاف بدءاً من افتقارها لضوابط السلامة الأساسية والتي تلزم من يؤجرها ويقودها بلبس الخوذة ووضع انوار عاكسة في الليل، وانتهاء بما يقوم به من يستأجرون هذه الدراجات النارية في لهوهم بهذه المركبة المزعجة من مضايقة لمرتادي المتنزه، بعدم احترامهم لحقوق الآخرين ممن يشاركونهم الرغبة في الاستمتاع بالمكان. ولو اردنا الإيجاز للخصنا المسألة في أمرين : الأول هو عدم قيام الجهات المسؤولة وعلى رأسهم أمانة الرياض بالرقابة الكافية للمتنزهات وتحديد أماكن مخصصة لتأجير الدراجات النارية واللهو بها ومحاسبة المتجاوزين ومنعهم من مضايقة وإزعاج بقية المتنزهين. الثاني وهو الأكثر إيلاما أن كثيرين منا يهتمون ويحرصون على تسلية أبنائهم حتى ولو على حساب غيرهم فلا يكلفون أنفسهم عناء إفهامهم حدود هذه التسلية وآدابها التي هي جزء لا يتجزأ من الآداب الاسلامية والعامة التي ترتقي بها المجتمعات، وأساسها احترام مشاعر الآخرين وحقوقهم في الاستمتاع بالمكان وعدم الإيذاء. ومع غياب الرقابة يزداد الإزعاج والخطر والمخالف وحده الذي يستفيد..