في الوقت الذي كانت فيه كوريا الشمالية تتوعد بشن هجوم صاروخي على المجتمع الدولي، عقدت قمة الأمن النووي الثانية في سيئول، بكوريا الجنوبية (جمهورية كوريا) لجعل العالم أكثر سلامة وأمنا بعيدا عن الخوف من الإرهاب النووي، بحضور 58 من زعماء العالم و53 دولة تشمل المملكة العربية السعودية وأربع منظمات دولية تشمل الأممالمتحدة. إن الهدف الأسمى لقمة سيئول للأمن النووي هو منع الإرهاب من استخدام المواد النووية. وفي الوقت الذي يتم فيه حسن استخدام كافة المواد النووية القابلة للانشطار بواسطة كافة الحكومات، فإن 5.5 أطنان من المواد النووية تستخدم في منشآت خاصة مثل معاهد البحوث والمستشفيات هي عرضة للإرهاب مما يجعل المجتمع الدولي قلقا للغاية من ذلك. وفي هذا الصدد، فإن قمة سيئول ركزت على الموضوع وأسفرت عن نتائج مثمرة حيث من المفترض أن تعلن الدول المشاركة عن خفض طوعي لبرنامجها المتعلق بالمواد النووية المستخدمة في القطاع المدني بنهاية عام 2013 وأن تسعى لوضع الاتفاقية المعدلة حول الحماية المادية للمواد النووية موضع النفاذ بحلول عام 2014. كما اتفق المشاركون على ضرورة معالجة كلا من مواضيع الأمن النووي والسلامة النووية من أجل الاستخدام السلمي المستدام للطاقة النووية. وبالإضافة الى ذلك، فإن المفترض أن يحافظ المشاركون على متابعة التقدم حتى في أعقاب القمة، وذلك باعتماد «بيان سيئول الختامي» الذي ينص على مبادئ رئيسة في الموضوع النووي وكذلك الإجراءات المسبقة والهامة التي يجب اتخاذها. إن بيان سيئول الختامي سوف يرفع من دجة إدراك المواطن العالمي بخطورة القضية النووية ويعطي فرصة لتجويد أنظمة الرد المحلية لديهم. إنه بناء على أن الدول المشاركة كانت تمثل حوالي 80 % من السكان في العالم، و90% من الناتج المحلي الإجمالي، فليس من المبالغة القول بأن بيان سيئول الختامي يعبر عن شوق القرية العالمية للسلام. وفي هذا الخصوص، فإن قمة سيئول كانت خطوة هامة نحو وجود عالم خال من أسلحة نووية. والآن من المهم الاستمرار في التقدم إلى الأمام. -2- إن المملكة العربية السعودية قد شاركت وسوف تشارك في الجهود المتفانية للمجتمع الدولي. إن رئيس وفد المملكة د. هاشم بن عبد الله يماني، رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، قد أعلن عن رغبة المملكة في اعتماد برامج طموحة للاستخدام السلمي للطاقة النووية، إقرار منه بأهمية تصميم وإقامة أنظمة للحماية المادية للمنشآت والموارد النووية. إن المملكة وقعت أيضا على اتفاقية تعاون في مجال الإستخدام السلمي للطاقة النووية مع كوريا الجنوبية في نوفمبر 2011. إن كوريا الجنوبية (جمهورية كوريا) قد أقرت أكثر من أي بلد آخر بقيم وأهمية الأمن والطاقة النوويين وحقيقة أن من غير الممكن إيجاد سلام بدون تعاون دولي. وفي الوقت الذي تقوم فيه كوريا الشمالية بتطوير ترسانتها النووية وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى مما يهدد سلم المجتمع الدولي، فإن كوريا الجنوبية سوف تستمر في بذل ما في وسعها ليكون السلام والأمن للجميع، وذلك عن طريق اقتسام الخبرات والمعرفة المتراكمة لديها في مجال الأمن والسلامة النوويين مع المجتمع الدولي ويشمل ذلك المملكة العربية السعودية. * سفير كوريا الجنوبية لدى المملكة