اللغة الإنجليزية أصبحت هي " مفتاح " للعالم والعمل والوظيفة خاصة في القطاع الخاص، أصبحت هذه اللغة أساسا مهما في تقييم مستويات الطلاب من الجنسين في" السنة التحضرية " قبل الدخول للجامعة والقبول بكلياتها، فهي تضع متطلبات صعبة " بمقياس من لا يعرف" لكي يتجاوز هذا الحاجز وهي اللغة ، فلن يستمر أو يمكن له الدخول للكلية بدون مستوى " محدد " للغة الإنجليزية , وقد يتجاوز أو لا يتجاوز فتذهب سنوات عمره هباء . في العمل بالقطاع الخاص أيا كان مكانه أو زمانه يتطلب لغة إنجليزية بقدرات وإمكانات عالية , وهذا حق مشروع لا أشك به , فأصبحت اللغة الآن ضرورة ليس هناك مجال لنقاش نحتاجها أو لا نحتاجها. حين تتفحص وتبحث عن سبب " ضعف " طلابنا من الجنسين , باللغة الإنجليزية , نجد أن المشكلة بالتعليم نفسه " كأسلوب " يبدأ من المعلم والمعلمة والمتابعة من قبل الوزارة , فأصبح الطلاب والطالبات في كل المراحل نادرا ما يرسبون باللغة الإنجليزية , وهذا يفرض تكوّن انطباع بأنهم أصبحوا متمكنين, ويملكون القدرة على تجاوز مستويات أعلى , ولكن المفاجأة تأتي في الجامعة والقبول والدخول لها , إذ يكتشف الطالب والطالبة , أنه لم يتعلم شيئا يكفي أو يذكر , وأنه كان يدرس هذه اللغة ضمن " حشو" مناهج أخرى لمجرد أن ينجح ويتجاوز المرحلة بعد المرحلة. اللغة الإنجليزية هي حافز لفرصة عمل وتميز للطلبة من الجنسين , وهناك من يتميز بقدراته وجهده وليس من المدرسة , ولكن لم نستغل ونستثمر هذه الحاجة من خلال تعليم جيد وكاف في اللغة الإنجليزية , رغم كل ما ينفق من طباعة للمناهج والمعلمين والمدراس وغير ذلك , فالهدر المالي كبير من خلال أنهم يتخرجون غير متمكنين من اللغة , مما يتطلب إعادة تأهيل لهم، لان مستوياتهم تفقدهم فرص العمل في القطاع الخاص , وهذا يعني أننا أهدرنا كما هائلا من الجهد والعمل والمال في سبيل إعادة تأهيل وتعليم اللغة الإنجليزية لطلابنا , وكان يمكن أن نحل كل هذا الإشكال , من التعليم الابتدائي وفي النهاية نعود ونقر بخطأ نستمر به , فالحاجة للغة يجب أن تبدأ من الطفل , وهي لن تلغي شيئا من تعلمه لغته الأساسية وهي العربية , ولكن نتحدث بلغة العصر الجديد للنهوض بأمة واقتصاد لن يأتي بمعزل عن العالم , وأولها تعلم لغة أخرى.