في السياسة أحياناً، وليس دائماً تغلب الدبلوماسية الخشنة الرصاصة القاتلة ،وهذا ما حدث في التكتل الروسي الصيني مع سوريا وإيران والعراق وعملية انتزاع نشر مراقبين دوليين، ليست إلا خطى بطيئة في إنقاذ الشعب السوري، لأن من يتصرف بالقتل وتجاوز القرارات أيّاً كان مصدرها، يعد الأقوى، وبذلك عجز حلف أمريكا، والذي ظل الغالب في الإجراءات الدولية، سواء جاء على شكل تدخل عسكري، أو فرض حصار أو مقاطعة على دول تراها خارج السياق الدولي، أو بالمعنى الدقيق (مارقة)! ومع ذلك هناك من يرجح غلبة الروس لنظرائهم الغرب.. المسؤول الروسي يتكلم وينطق ويهدد، وكأنه يعيدنا إلى عصر الاتحاد السوفييتي وقد أعطت سوريا للروس، موقعاً جديداً للعب على الخارطة الدولية، ولو اعتبرنا ذلك مجرد أنبوب اختبار لها من قبل حلف الأطلسي، فهي استطاعت ان تكون مع مؤيديها شبيهة بقوة حلف وارسو القديم ،لكن هل ذلك صحيح عندما نقيّم موازين القوى بين الشرق والغرب، إن صح هذا التقسيم الجديد، ونرى شبه تماثل بينهما في الاقتصاد والتسلح، والثقل الدبلوماسي، لنجد اتخاذ حق النفض من قبل الروس والصينيين أخلّ بقدرة الحلف المضاد على فرض قرارات محددة؟! سوريا لم تكن بأهمية ليبيا لدول الأطلسي، ولذلك جاء تحركها بطيئاً أبقى على المناورة السياسية أكثر من الفعل العسكري، وهم يرون في هذا التصرف واقعية جديدة، وحتى لو اعتقد البعض أنها منحة للروس ومن معهم لأخذ هذا الدور، فإنها؛ أي روسيا ومن خلفها عجزوا أن يبعدوا التضييق الاقتصادي والتهديد بضربات مختارة تحدد فيما بعد، على المنشآت الإيرانية مما جعل الغرب وأمريكا تحديداً هي من تتعامل مع القضايا الكبرى بندية أكبر، كذلك الأمر في النزاع مع كوريا الشمالية، لا نرى التأثير الإيجابي للصين الحاضن لها،لدرجة ان الحصار الاقتصادي كان حاداً ومؤثراً، بمعنى ان المجال الحيوي للشرق، لا يستطيع أن يكون بمنأى عن قدرة الغرب في التأثير، بل وإحداث نتائج كبيرة لصالحه.. سوريا، من حيث الموقع، مؤثرة عربياً، وعلى حدود جيرانها الأتراك، لكن لا تتميز عن غيرها في الأهمية، ومع ذلك فالغرب يجدها فرصة أن يناور ويختبر ويعطي المهل، ويجعل دور الأمين العام للأمم المتحدة قوياً، وهذا أغرى الروس بالتمتع بصوت أعلى، وأدى لأن يكون الأسد متلاعباً، ومستهتراً أمام الجهود الدولية، لكن لو حدث أن عُززت القوى الداخلية المعارضة، بذات الدعم الذي تلقاه السلطة، لربما تغيرت الموازين، والأحداث حبلى قد تلد شيئاً آخر، لكننا في النهاية، ميدان اللعبة ومجالها في كل المنطقة العربية.