نددت منظمة التحرير الفلسطينية أمس بالحملة الإسرائيلية لمنع متضامني الحملة الدولية "مرحبا بكم في فلسطين 2012" من الوصول إلى الضفة الغربيةالمحتلة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن الإجراءات الإسرائيلية المتخذة بحق المتضامنين الأجانب تعبر عن سلوك غير لائق وغير مسؤول يهدف إلى عزل التعاطف الدولي المتنامي مع القضية الفلسطينية. واعتبر مجدلاني أن دولة الاحتلال تهدف من وراء هذه الإجراءات إلى قطع الطريق أمام محاولات فضح سياساتها القائمة على الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وتكريس استمرار احتلالها خلافا لكافة المواثيق والمبادئ الدولية التي تؤكد على حقوق الفلسطينيين. واستهجن مجدلاني "رضوخ" شركات طيران أوروبية للضغوط الإسرائيلية لمنع انطلاق رحلات المتضامنين الأجانب، مشدداً على أن مثل هذه الإجراءات "لن تنجح في قطع الطريق أمام التضامن الأوروبي والدولي مع الفلسطينيين وحقوقهم العادلة". وفي السياق ذاته استهجنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية قيام عدد من الخطوط الجوية الأوروبية بإلغاء حجوزات بعض المتضامنين المشاركين في حملة "مرحبا بكم في فلسطين"، معتبرة ذلك "استجابة مرفوضة لضغوط الاحتلال الإسرائيلي". وعبّرت الشبكة في بيان صحافي وزعته أمس عن إشادتها وتقديرها الكبيرين لهؤلاء المتضامنين "الذين يصرون وعلى رغم حملة التحريض والتهديد التي أطلقتها دولة الاحتلال للوصول إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الذي يمارس أسوأ أنواع العدوان والظلم والتمييز العنصري". وأكدت الشبكة أن رحلة المتضامنين الأجانب "تأتي في إطار النضال السلمي الشعبي العالمي من أجل نصرة شعبنا ودعم قضيته العادلة وهدفها الوصول إلى الأرض الفلسطينيةالمحتلة للتضامن مع أهلها الذين يتعرضون يومياً لانتهاكات منظمة من قبل الاحتلال حيث فشل المجتمع الدولي الرسمي في وضع حد لهذه الانتهاكات". وطالبت الشبكة المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري ل"توفير الحماية والدعم لهؤلاء المتضامنين وتمكينهم من الوصول إلى الضفة الغربية". واعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلية تسعة نشطاء أجانب فور وصلوهم إلى مطار اللد (بن غوريون) الدولي (المحتل 48)، في إطار حملة "مرحبا بك في فلسطين". وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن قوات الاحتلال نشرت 650 من عناصرها في مطار اللد تمهيدا لمنع النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين من دخول أراضيها ومن ثم الوصول إلى الضفة الغربية. وكانت شركات طيران ألمانية وفرنسية وبريطانية ألغت تذاكر طيران للنشطاء المتضامنين بضغط اسرائيلي. ومن بين شركات الطيران التي أبلغت الناشطين إلغاء رحلاتهم كانت "لوفتهانزا" الخطوط الجوية الألمانية و"اير فرانس" الفرنسية و"ايزي جيت". وقال مازن قمصية المتحدث باسم حملة المتضامنين الأجانب إن الناشطين ينوون اتخاذ إجراءات قانونية ضد تلك الشركات. وأضاف قمصية في تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية فلسطينية أن "إسرائيل رفعت قوائم بأسماء المئات من الناشطين لشركات الطيران، مع رسالة ادعت فيها -كذباً- أن النشطاء ينوون تنفيذ عملية استفزاز وزعزعة السلام، وهذا ليس صحيحا". وتابع "من المؤسف جدا أن هذه الشركات قد أذعنت للضغط الإسرائيلي" . وكانت دولة الاحتلال منعت في الثامن من تموز/ يوليو الماضي، نحو 600 ناشط دولي من الوصول إلى الضفة الغربية بعد احتجاز واعتقال عدد كبير منهم في مطار اللد، إلى جانب إحباط انطلاق عدد منهم من بلدانهم.