سقط ثلاثة قتلى امس برصاص قوات الامن السورية في سوريا، في وقت خرج عشرات آلاف الاشخاص في تظاهرات ضد النظام في عدد كبير من المناطق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد ان قوات الامن اطلقت النار على متظاهرين، ما تسبب بمقتل شخص كان يتجه مع مجموعة نحو ساحة العاصي في مدينة حماة (وسط)، وآخر في تظاهرة في قرية سلقين في ريف ادلب (شمال غرب)، وثالث قرب مسجد في بلدة نوى في محافظة درعا (جنوب). وافاد المرصد وناشطون عن عشرات آلاف المتظاهرين الذين خرجوا في مدن وبلدات عدة يطالبون بإسقاط النظام في "جمعة ثورة لكل السوريين". واطلقت قوات الامن النار في اكثر من مكان لتفريق التظاهرات، بينما سجل، بحسب المصادر ذاتها، انتشار امني كثيف في مناطق عديدة، بينها العاصمة حيث طوقت قوى الامن خصوصا المساجد التي تخرج منها التظاهرات عادة بعد صلاة الجمعة. وتأتي هذه التطورات في اليوم الاول بعد بدء تطبيق وقف اطلاق النار في سوريا. الى ذلك وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين في منطقة حدودية مع تركيا في شمال غرب سوريا صباح الجمعة، وهي الاولى منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قبل اكثر من 24 ساعة، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بريطانيا "انها الاشتباكات الاولى المباشرة بين القوات النظامية ومنشقين منذ بدء وقف اطلاق النار، واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة". واوضح ان "قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة كانت انتشرت في محيط قرية خربة الجوز في محافظة ادلب على الحدود السورية التركية". واضاف "سمع بعد ذلك صوت اطلاق رصاص كثيف ترافق مع محاولة القوات النظامية اقتحام معقل للمجموعات المسلحة المنشقة في المنطقة رفع فيه (علم الثورة)، ما دفع المنشقين الى الرد، واندلعت الاشتباكات" التي استمرت لبعض الوقت قبل ان يعود الهدوء من دون تسجيل ضحايا. واشار عبد الرحمن الى حصول "مناوشات" الخميس في اليوم الاول من وقف النار بين قوات نظامية ومنشقين عندما "كانت تحاول قوات النظام قمع تظاهرات، فيرد المنشقون بهدف حماية التظاهرة، من دون ان يتطور الامر الى مواجهات". وتسبب حادث من هذا النوع ليلا بمقتل جنديين نظاميين في بلدة برديج في ريف حماه (وسط). وبدأ تطبيق وقف اطلاق النار الساعة السادسة (3,00 ت غ) من صباح الخميس، وسجلت خلال الاربع والعشرين ساعة الاولى خروقات محدودة تسببت بمقتل عشرة اشخاص. واعلن موفد الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الخاص الى سوريا ان "هناك التزاما على ما يبدو بوقف اطلاق النار". واضاف في بيان نشر في مقر الاممالمتحدة في نيويورك "تشهد سوريا على ما يبدو فترة نادرة من الهدوء على الارض"، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذا الهدوء. واشار المرصد الى "استمرار انتشار الحواجز العسكرية والامنية في المناطق (...) من دون تسجيل اي انسحاب للقوات العسكرية من المناطق التي كانت فيها قبل سريان وقف النار".