أعلن موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أمس أن على سوريا السماح بإقامة «ممرات إنسانية»، حسبما أفاد المتحدث باسمه أحمد فوزي وأضاف المتحدث أن «أنان مدرك أن الوضع ليس مثاليًا في هذا البلد في الوقت الحالي... هناك معتقلون يجب الإفراج عنهم وممرات إنسانية يجب فتحها»، مذكرًا بأن أكثر من مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية في سوريا بحسب الأممالمتحدة. يأتى هذا في الوقت الذي شكك فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بصدقية التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أمس.وسقط ثلاثة قتلى أمس برصاص قوات الأمن السورية في سوريا، في وقت خرج عشرات الآف في تظاهرات ضد النظام في عدد كبير من المناطق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد أن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين، ما تسبب بمقتل شخص كان يتجه مع مجموعة نحو ساحة العاصي في مدينة حماة (وسط)، وآخر في تظاهرة في قرية سلقين في ريف إدلب (شمال غرب)، وثالث قرب مسجد في بلدة نوى في محافظة درعا (جنوب).وأفاد المرصد وناشطون عن عشرات الآف من المتظاهرين الذين خرجوا في مدن وبلدات عدة يطالبون بإسقاط النظام في «جمعة ثورة لكل السوريين». وأطلقت قوات الأمن النار في أكثر من مكان لتفريق التظاهرات، بينما سجل، بحسب المصادر ذاتها، انتشار أمني كثيف في مناطق عديدة، بينها العاصمة حيث طوقت قوى الأمن خصوصًا المساجد التي تخرج منها التظاهرات عادة بعد صلاة الجمعة. من جهتها قالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إليزابيث بيرز: إن المنظمة توزع حاليًا المساعدة الإنسانية عبر الهلال الأحمر السوري منذ بدء عمليتها العاجلة في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وأضافت: إن عدد الذين تم الوصول إليهم في آذار/مارس الماضي بلغ 106 آلاف». ميدانيًا وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين في منطقة حدودية مع تركيا في شمال غرب سوريا صباح أمس، وهي الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أكثر من 24 ساعة، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا «إنها الاشتباكات الأولى المباشرة بين القوات النظامية ومنشقين منذ بدء وقف إطلاق النار، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة». وفي هذا الصدد قال فوزي في جنيف: إن وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الخميس في الساعة 3,00 ت غ «تم الالتزام به نسبيًا» حتى الآن معتبرًا أنه من الضروري إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا في أسرع وقت ممكن للإشراف على تطبيقه.