نيابةً عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، افتتح وكيل الإمارة الأستاذ سليمان الجريش أمس معرض الكتاب والمعلومات التاسع والعشرين بالجامعة الإسلامية. وعقب الافتتاح قام وكيل الإمارة يرافقه مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا بجولة على المعرض اطّلع خلالها على أجنحة المعرض والجهات المشاركة فيه بدءًا بجناح الجامعة. وقال الدكتور محمد العقلا إن المعرض يشهد لأول مرة فعاليات توقيع بعض الكتب من قِبَل مؤلفيها، كما يخصص أجنحة لكتب الأطفال حيث سيشهد أياماً خاصة بزيارة العائلات. وزراء ومثقفون: مؤتمر اللغة بالجامعة الإسلامية يستهدف الحفاظ على الهوية والتاريخ والتراث وبمناسبة تزامن المعرض مع أعمال المؤتمر الدولي الأول (اللغة العربية ومواكبة العصر) الذي تنظمه الجامعة أوضح العقلا أن المعرض هذا العام يُعطي أولوية لكتب اللغة العربية والأدب والمعاجم. وقال عميد شؤون المكتبات ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض الأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ إن عدد الجهات والدُّور المشاركة في المعرض هذا العام يربو على مائتي دار نشر ومكتبة وجهة حكومية وأهلية، مشيراً إلى تحديث مقرّ المعرض الذي يقام على مساحة 5200 متر مربع. الشيخ صالح آل الشيخ وعن الفعاليات الثقافية والعلمية المصاحبة للمعرض أشار الدكتور حافظ إلى تنظيم ثلاث ندوات للرجال وندوتين للنساء إضافة إلى خمس محاضرات ودورة تدريبية. يُشار إلى أن معرض الجامعة الإسلامية للكتاب يُعدّ أنجح معارض الكتب المحلية حيث حظي بالاستمرارية فلم ينقطع طيلة تسعٍ وعشرين عاماً، كما أنه يحظى بحجم مبيعات مرتفع جداً مقارنة بغيره من المعارض المحلية بشهادة الناشرين السعوديين. ويفتح المعرض أبوابه للزوار من الساعة الثامنة والنصف صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، ومن الرابعة والنصف حتى العاشرة والنصف مساءً ما عدا يوم الجمعة فيقتصر على الفترة المسائية، كما خُصص للعائلات الفترة المسائية من يومي الأحد والأربعاء. الدكتور محمد سالم العوفي هذا وتبدأ صباح اليوم جلسات مؤتمر "اللغة العربية ومواكبة العصر" والذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة خلال يومي 10 - 11 أبريل 2012. وشدد أصحاب المعالي الوزراء ومديرو الجهات الحكومية والمثقفون على أهمية هذا المؤتمر في الحفاظ على الهوية والتاريخ والتراث في دولة تملك كل مقومات العز والمجد والعظمة فمنها انبثق نور الإسلام وعم أرجاء المعمورة. وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ أن المملكة تتبوأ مركز الريادة في خدمة القضايا الإسلامية، والقيام بواجب الدعوة إلى الله، والمحافظة على اللغة العربية، ورعاية ثقافتها وآدابها وعلومها، على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي، والإسلامي، والعالمي. ومن ذلك: إنشاء معاهد ومراكز إسلامية، وإقامة كراسي علمية، في عدد من الدول وتوفير منح دراسية سنوية لمئات من أبناء المسلمين سنوياً، وإقامة المؤتمرات، ومن ذلك هذا المؤتمر الهام الذي تنظمه الجامعة الإسلامية. الدكتور محمد بن علي العقلا وقال أمين مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف د. محمد سالم العوفي: إن المؤتمر يسعى للوقوف على التحديات التي تواجه الفصحى، والتصدي للدعوات الهدامة التي تنادي بإقصائها، وصياغة سُبُل فاعلة لمواجهتها، والرد على ما يخدش ثوابت الهوية اللغوية الأصلية، كما يسعى المؤتمر للإفادة من وسائل التقنية الحديثة، وتقويم المناهج اللغوية الحديثة وتنقيتها مما يُسيء إلى تعزيز مسيرتها. وقد حشد المسؤولون في الجامعة لتحقيق أهداف المؤتمر جُلَّ الإمكانات لتنظيم استقبال هذا العدد الجمِّ من الباحثين من أنحاء العالم الذين حضروا إلى رحاب الجامعة لمناقشة البحوث، وعَرْضِ ما يبذلونه لدعم الفصحى، وصياغة الحلول المناسبة لمواجهة التحديات التي تواجهها، سواء من قِبَلِ أبنائها أو من قِبَلِ أعدائها المتربَّصين بها. وشدد مدير عام التربية والتعليم بالمدينةالمنورة الدكتور سعود الزهراني على أن المؤتمر يأتي في وقت تتسابق فيه وسائل التواصل الدولية نحو العولمة والمعرفة المفتوحة في زحف مستمر للقضاء على لغات الأقليات واللغات غير الفاعلة في فضاء التواصل الدولي والتفاعل اللغوي وفي وقت ظهر فيه جلياً زحف العامية واللهجات الإقليمية وتوظيفها في الكتابة والتدوين على حساب اللغة العربية الأم، ويعنى المؤتمر بلغة الوحي المقدس عناية بمصادر التشريع الإسلامي وعناية بتراث الأمة الإسلامية وعنايته بالملايين الذين يتحدثون العربية في كل أنحاء العالم. وقال عميد كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي الصامل: إن استقطاب الجامعة للمهتمين باللغة والمختصين بها والمَعنيِّين بشؤونها لهو خطوة مباركة ليتحقق لهذه اللغة الشريفة مواكبتها للعصر، كيف لا؟ وهي تملك مقومات التميز والانتشار ومواكبة العصر، وسيُبدي المشاركون بمشيئة الله آراءهم في ذلك كله وسيتمخّض عن هذا المؤتمر توصيات ستسهم بعون الله في وضع الحلول الناجعة، لتتمكن اللغة العربية من التغلب على المشكلات، وتتبوأ المكانة اللائقة بها على المستوى العالمي، وهذا ليس ببعيد، إذا يسَّر الله ذلك ثم بذل أبناؤها ما يجب عليهم. وأوضح عميد كلية التربية والآداب -جامعة تبوك د. فواز بن عقيل الجهني أن الهوية المكونة لهذه الدولة المباركة قائمة على أمور ثلاثة: الدين واللغة والتقاليد أخذت على عاتقها المحافظة على لغة القرآن الكريم الذي اتخذته مصدراً للتشريع وبذلت كل ما في وسعها لتعريف العالم أَجمع بمكانة هذه اللغة المصطفاة لتكون لغة الدين الخاتِمِ الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين. ومن صور اهتمام هذه الدولة المباركة بهذه اللغة الشريفة أن ضمنتها اسمها ودونت كلمة التوحيد على علمها، وجعلتها لسانها الذي تخاطب به العالم ولغتها التي تدرس بها العلوم بشتى فنونها. وقال مدير عام هيئة المدينة الشيخ عبدالله الفواز إن أهمية هذا المؤتمر تأتي في وقت تواجه اللغة العربية تحديات وصعوبات على جميع الأصعدة ومحاولات اختراق لإقصائها عن ميادين العلوم لاسيما في عصر العولمة والثورة المعلوماتية مع قصور في بذل الجهد في المحافظة على الفصحى وطغيان العامية.