أقر الزعيم الأكبر لقبائل طوارق الجزائر المنتشرين بكثرة بناحية " تمنراست " أقصى جنوب البلاد ، و هي المنطقة التي منها تم إطلاق في أغسطس 2009 ما بات يعرف ب " هيئة الأركان العسكرية العملياتية لدول الساحل الصحراوي "، أقر أن الوضع الأمني بالصحراء الكبرى للجزائر ذات الحدود مع كل من مالي و النيجر و موريتانيا " صعب للغاية " و أن ما أسماه " الاختراق " الذي شهدته قبائل الطوارق من قبل طوارق دول الجوار زاد في انفلات الوضع الأمني بالناحية . و قال "الأمنوكال " و معناها أمير عقال قبائل الطوارق ، المدعو إدبير أحمد في لقاء نشرته الاثنين صحيفة " الوطن " الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية ان "العنصر الطارقي " في الجزائر " لم يعد متجانسا " و أنه شهد " اختراقا هاما خلال السنوات الأخيرة " بات من الصعب معه " تحديد هوية " الطوارق الجزائريين من الطوارق المتسللين من مالي و النيجر و موريتانيا و ليبيا قائلا : " إن يعيشون جميعهم بيننا " و هم غالبا ممن " فروا الظروف المعيشية الصعبة في بلدانهم " بحثا " عن عمل و لقمة عيش " . و نفى زعيم طوارق الجزائر علاقة أبناء قبيلته بالإرهاب أو شبكات الاتجار غير الشرعي بالسلاح و المخدرات و البشر النشطة بمنطقة الصحراء الكبرى ، و قال ان الذين تم إثبات تورطهم في شبكات الإرهاب " ليسوا منّا و لا يمثّلوننا " و أن هؤلاء " تسللوا إلى منطقتنا ، تعلّموا لغتنا و تقاليدنا " فكيف يمكن من بعد ذلك " القول أنهم ليسوا جزائريين " .و أعاب الزعيم الطارقي حلّ السلطات الجزائرية المختصة لما أسماه " لجنة التجنيس " التي كانت تتكون من ممثلي كل قبائل طوارق الجزائر قائلا أنه لم يكن ممكنا تقديم أي وثيقة لإثبات هوية الطارقي دون رأي هذه اللجنة و أن تحديد الهوية يتم الآن على مستوى المحاكم و دون العودة إلى ممثلي قبائل الطوراق. و تأتي تصريحات "الأمنوكال " إدبير أحمد في وقت ما تزال الجهود متواصلة للعثور على الرعايا الفرنسيين الخمس الذين اختطفتهم القاعدة في 15 إلى 16 سبتمبر/ أيلول الماضي بمنطقة أرليت شمال شرق النيجر , و اعتقاد السلطات الفرنسية من أن الطوراق متورطون في عملية الاختطاف على خلفية التحاق 50 عنصرا من قبائل توراق النيجر بصفوف القاعدة في بلاد المغرب العربي و احتمال أن يكون هؤلاء وراء ما أسمته " بيع الرعايا " لتنظيم القاعدة مقابل الحصول على المال. و كانت إحدى الصحف الجزائرية نقلت قبل أقل من أسبوعين عن مصدر عسكري وصفته ب " المطلع " من المنطقة الحدودية بين الجزائر ومالي قوله ان الأخيرة شهدت على فترات متقاربة جدا خلال الأشهر الأخيرة التحاق حوالي 100 شخص من قبائل طوارق مالي بالجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة بعد ما تمكن الإرهابي المدعو "عمار آغ أمنوكال"، وهو من طوارق شمال مالي من ربط صلات وثيقة جدا بالإرهابي المسمى عبد الحميد أبو زيد المشهور ب " السوفي " الذي يقود الجناح المتطرف لتنظيم القاعدة بمنطقة الصحراء . و كشف المصدر عن أن المدعو "أغ أمنوكال"، هو من اختطف الفرنسي جيرمانو ميشال (78 سنة ) وقام ببيعه لأبوزيد الذي نفذ فيه حكم الإعدام في 25 جويلية / يوليو الماضي بعد فشل حملة عسكرية فرنسية موريتانية في مالي في تحريره و لم يتردد المصدر نفسه في التوقع من أن يقوم " أغ أمنوكال " ببيع عمال شركة " أريفا " الفرنسية لمجموعة " أبو زيد "، التي قد تقوم بإعدامهم مباشرة بدون طلب فدية ، انتقاما من زملائهم الإرهابيين الذين قتلتهم القوات الفرنسية والموريتانية خلال التدخل العسكري المشترك في يوليو الماضي.