الابتسامة فن وفلسفة ودواء؛ يتقنها الأطفال ببراعة، يليهم العشاق والفنانون والدبلوماسيون. وكذلك هي سلاح ووسيلة اتصال تكلم بها فلاسفة كل العصور وألفت فيها المؤلفات وانشغل بفك طلاسمها خبراء التنمية البشرية. وتأثيرها الذي يرسل ذبذبات الإحساس بالفرح للآخرين ونقل مشاعر البهجة إليهم تلقائياً. لذا تعدّ الابتسامة صدقة في الدين الإسلامي كما أخبرنا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم "وتبسمك في وجه أخيك صدقة". ولاشك أن الإنسان المبتسم هو أكثر الأشخاص المحبوبين والناجحين في تكوين الصداقات والعلاقات العامة والتجارة وكافة المجالات. تصوير: سالم السويداء الابتسامة هي دورة حياة تنبعث من القلب وتشع في العينين وتستقر على الشفاه؛ فتتسلل جاذبيتها كالمغناطيس إلى قلوب من حولنا فتكتمل الدورة من القلب إلى القلب. وأنواعها متعددة تفسرها عضلات الوجه ونظرات العيون؛ منها ابتسامة الفرح – الاستمتاع - الخجل - الحرج - النفاق اجتماعي - الحب - اليأس - التهديد - الامتنان - اللامبالاة - الاستفزاز - السخرية - التعجب - الرضا - التوتر - استدرار العطف - الترحيب – النصر. ولو تجرّب كل منها بملامح وجهك الآن تجد متعة في تلمس فروقات الإحساس بتلك المشاعر الإنسانية التي تمر علينا. أصحاب المهن الذين يتعاملون مع الجمهور بشكل مباشر هم أكثر من يحتاج لتعلم فن الابتسامة كالطبيب والمعلم وموظف الدوائر الحكومية والمصور، فالمريض قد يشفى بالابتسامة، والطالب يستوعب من المعلم المبتسم أضعاف ما يستوعبه من المعلم الذي لا تعرف الابتسامة طريقها إلى ملامحه، وقس على هذا كل العلاقات الإنسانية. تصوير: عزوف عسيلان الابتسامة الزائفة تكون غير متناسقة الملامح تتجه نحو الجهة اليسرى من الوجه وتفضحها العينان. وما دأب عليه المصورون في الماضي قول "say cheese" للشخص الذي يريد أن يتصور ولكنه في هذه الحالة سيبتسم ابتسامة مشدودة زائفة تشوه ملامحه بدلاً من أن تجملها. أما ابتسامة الحب فلا يستطيع العاشق إخفاءها لأن كل ما فيه يبتسم حتى عضلات قلبه تبتسم عند رؤية أو سماع صوت الحبيب أو قراءة اسمه! فيرتفع الخدّان وزاويتا الفم بشكل متساو حتى تظهر خطوط العينين مع إمالة الرأس بعفوية، ويقول خبراء لغة الجسد أن تلك الابتسامة تدل على أن صاحبها حساس ويحتاج إلى الرعاية والحب. فهل علمت يا من تبتسم له جوارحي لماذا كنت أميل رأسي عند رؤيتك!. تصوير: سلافة الفريح علمتني ابتسامة الأطفال التي لا تعرف إلا الفرح ولكني كبرت معك سريعاً؛ كبرت حد الشيخوخة وتعلمت كل أنواع الابتسامات حتى ابتسامة الألم. حين تكون البسمة قريبة تقف على نغمة رسالة مسروقة منك في هاتفي المحمول تخبرني فيها أنك تحبني واشتقت إلي؛ حينها أتحول إلى أميرة أسطورية في مدينة مسحورة أشير بابتسامتي نحو الشوارع الكئيبة فيتحول كل شيء إلى ضوء تتطاير منه شلالات الفرح! البيوت والأرصفة والنخيل وإشارات المرور. وفي غيابك تصبح ابتسامتي باهتة صفراء كصفحة ممزقة من كتاب بائد في زاوية مكتبة مهجورة كتب عليها اسمك. تصوير: ريهام حماد تصوير: شموخ الشمري تصوير: جبر العمران تصوير: عزام الحميضي تصوير: هشام الحميد تصوير: سعد القاسم تصوير: محمد السلوم تصوير: سارة البراك تصوير: غادة الجبرين تصوير: ديمه الشايع