قدم الفنان والناقد التشكيلي عبدالله إدريس يوم الأربعاء الماضي معرضه الشخصي الحادي عشر الذي أقيم بقاعة اتيليه جدة للفنون ويختتم فعالياته مساء غد السبت، وحمل المعرض عنوان "أحافير" قدم خلالها إدريس أهم تجاربه المستوحاة من رسوم الكهوف كإرث تاريخي ممتد لأكثر من 3000 سنة، وهي صخور مكتشفة في كهوف وصخور بالجزيرة العربية وتحمل دلالات لطريقة الحياة التي كانت سائدة في تلك الأزمنة كطريقة الصيد والحرب والملابس والحيوانات. في هذا المشهد لا يحاكي الفنان تلك المشاهد بالأسلوب المباشر بقدر ما يعمد إلى تحويرها واختزالها ضمن رؤيته وبتائيته للوحة، إضافة إلى تقديمها بأسلوبه التقني وألوانه الخاصة وكأنها مقطع من جدار أثري أو حائط مهمل وهامش كان يعبث فوق سطحه الزمن وأحيانا شغب طفولي عابر. عن إحدى اهم لوحات ادريس" اثنان يساوي واحد" تقول الناقدة والفنانة ندى الركف:" معادلة فنية صاغها الفنان عبد الله إدريس في أحد أهم ثلاثة أعمال من معرضه (أحافير)، حيث تحوي في بنائها الشكلي على ثلاثة عناصر مجردة لحيوان الجمل اختلفت في جنسها، مؤكداً على الجذع (سنامها) بالتكبير مع تصغير مبالغ في الرأس والرقبة والأطراف، هذا بالإضافة لاختلاف التقنية التي تناولها حيث استخدم في اللوحة الأولى (الناقة) الكولاج من قصاصات الخرائط ذات اللون الفاتح على كامل اللوحة مع إظهار الشكل بالتحديد باللون الأسود، وفي اللوحة الثانية (الجمل) استخدم تقنية الكولاج من قصاصات تراثية ذات اللون الأحمر على الجذع فقط( السنام) مع تلون الخلفية باللون الأزرق الداكن، وفي اللوحة الثالثة(الناقة) استخدم وسيط المغطى بالألوان الناتجة من دمج ألوان اللوحة الأولى والثانية من الأزرقات والبنيات و الأحمرات على كامل اللوحة لإظهار تضاريس من البارز والغائر مع تحديد شكل الناقة باللون الأسود. وتضيف:" فمما سبق تتضح المعالم التي يرمي لها الفنان ليحكي قصة واقع المرأة والرجل في المجتمع، من خلال الرمزية المتمثلة بحيوان الجمل، فالجمل سفينة الصحراء وهو من أهم رموز البيئة السعودية الصحراوية، وعندما دمج الفنان بين الناقة في اللوحة الأولى والجمل في اللوحة الثانية نتجت ناقة ذابت فيها التقنيات لتتعايش الألوان في داخلها وخارجها، فالفنان يؤكد بلغته البصرية التعبيرية على أهمية المرأة بالنسبة للرجل فهي الكل المكمل له".