أكد الدكتور نمير غانم مسؤول الشؤون السياسة الخارجية في مجلس الشعب السوري ل«الرياض» بأن العلاقات السورية الأمريكية تمر في مرحلة قلقة للغاية وقال « بأن التعاون في الأحوال الطبيعية يتطلب طرفين وسوريا متعاونة إلى أبعد الحدود في حين أمريكا غير راضية» وأشار إلى أن موضوع الأمن والسلام و محاربة الإرهاب هي قناعات الحكومة السورية والشعب السوري ولذلك لا ننتظر من أحد أن يطلب منا التعاون في هذه القضايا.. «نحن نتعاون مع الجميع لضبط الأمن والسلام في كافة أنحاء العالم»، وشدد على ان التوتر بين سوريا وأمريكا قائم منذ فترة نتيجة الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدةالأمريكية على الرغم من تنفيذ سورية لكل ما يطلب منها، وأضاف نتمنى على الآخرين أن ينفذوا كما تنفذ سوريا، وحول تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس الذي تتهم فيه النظام السوري بعدم التعاون أكد غانم أن تصريحاتها غير دقيقة بدليل ما قامت به سوريا من تعاون وخاصة في موضوع العراق حيث حمت سوريا الحدود ضمن طاقتها وإمكانياتها وطالبت بمساعدتها بذلك وهم رفضوا، كما ساعدت في الانتخابات في العراق، وبالنسبة للبنان خرجت سوريا من لبنان بالكامل بدليل تصريح الأمين العام للأمم المتحدة ومع ذلك يستمرون في الضغوطات ونحن نتوقع ذلك ونتمنى عليهم أن يكونوا أكثر موضوعية وأن يروا بعينين وأن يسمعوا باذنين و الا يتخذوا قراراتهم منفردين. وحسب المراقبين السياسيين فان الضغوط الأمريكية المتزايدة على سورية ليس لها علاقة بمسألة الحدود مع العراق و قضية السلام فحسب بل تتجاوز ذلك إلى مسائل أساسية أخرى تتعلق بمواقف سوريا الرافضة للهيمنة الأمريكية والتي أصبحت تشكل عائقا لمخططاتها الهادفة إلى إعادة ترتيب المنطقة فمسألة اتهام سورية بعدم ضبط الحدود مسألة يعتبرها المراقبون شكلية أما الحقيقة تتعلق في عدم تعاون سوريا في إيجاد عراق حسب التفصيلة الأمريكية، إضافة إلى دفع سورية إلى عملية سلام ناقصة بشروط إسرائيلية جديدة. من ناحية اخرى، قال السفير السوري لدى واشنطن إن بلاده لا يمكنها تصور سيناريو يتطلب إعادة قواتها إلى لبنان وأن بلاده ستتجنب منح الولاياتالمتحدة أي «ذريعة» لمهاجمتها. وقال السفير عماد مصطفى في مقابلة مع رويترز أمس الاول الاثنين إن سوريا رحبت بزيارة مسؤولي الأممالمتحدة إلى لبنان للتأكد مما إذا كانت دمشق قد سحبت بالفعل جميع أفراد قواتها ومخابراتها من لبنان على أمل تقليص فرص المواجهة مع الولاياتالمتحدة. وقال مصطفى «سوريا ليست حمقاء حتى تغادر لبنان بالفعل ثم تحتفظ ببعض العناصر هناك و(تدع واشنطن) تستخدم تلك العناصر كذريعة للإضرار بسوريا». واضاف مصطفى «يود أعداؤنا ان يروا سوريا محصورة في موقف (مثل نشوب حرب أهلية في لبنان) تفكر فيه في العودة مرة أخرى إلى لبنان. لكننا لن نفعل ذلك. «أن نعيد قواتنا الى هناك مرة أخرى محض خيال وأمنية لإدارة الرئيس (الامريكي جورج) بوش... لن نضع انفسنا في مواجهة مع النمر». وكان البيت الأبيض قال يوم الجمعة انه لديه معلومات بأن دمشق اعدت قائمة اغتيالات لزعماء سياسيين في لبنان وهي التهمة التي وجهها ايضا زعيم لبناني معارض بارز مناهض لسوريا. وكرر مصطفى رفض بلاده للاتهامات بأن لديها مثل قائمة الاغتيالات هذه. وقال مصطفى إن سوريا «ليس لديها مشكلة» مع الزيارات التي تقوم بها الأممالمتحدة للتأكد من انسحابها الكامل. الى ذلك اكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ان المخابرات السورية قد انسحبت مع القوات العسكرية من لبنان وأن الحدود الدولية يشرف عليها الجيش اللبناني. وتوقع رئيس الحكومة اللبنانية في مقابلة مع راديو لندن اذيعت امس (الثلاثاء) ان يكون تقليص ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود امرا صعبا ودعا الى اتخاذ هذه الخطوة بسرعة. أي تقليص ولاية الرئيس. واما الى السعي لتحقيق الاستقرار وابقاء ولاية الرئيس حتى النهاية. واضاف ميقاتي قائلا ان هذا الموضوع مرتبط ارتباطا كاملا بالمجلس النيابي اللبناني.. وانه لا يوجد منفذ او باب دستوري آخر لطلب تغيير رئيس الجمهورية. ومضى رئيس وزراء لبنان يقول في هذا الخصوص انني دائما من دعاة الاستقرار السياسي لأن البلاد لم تعد تتحمل أي تغيرات بين لحظة واخرى وعلينا ان ننظر الى الاستقرار السياسي لفترة زمنية معينة لكي نقوم بالعمليات الاصلاحية والنمو اللازم للبلاد. وحول ما يتردد عن وجود للمخابرات السورية في لبنان بعد الانسحاب.. اوضح ميقاتي ان الخط العسكري اليوم هو تحت اشراف السلطة اللبنانية من الجانب اللبناني، وتحت اشراف الجيش اللبناني وهو الذي يمنح الموافقة بالدخول لأي شخص ولا يمر احد من الجانب السوري بأذونات سورية لدخول لبنان. وأشار الى ان الأممالمتحدة افادت بأن القوات والمخابرات السورية خرجت من لبنان.. غير انه اضاف قائلا ولكن يجب أن نكون واقعيين فلا يمكن التأكد من ذلك بصورة قطعية لأنه يوجد نوع من التداخل بين لبنان وسوريا، ولا يعني ذلك ان كل سوري موجود في لبنان هو من المخابرات السورية موضحا ان النفوذ السوري اليومي والتدخل في السياسة اللبنانية لم يعد موجودا حاليا، لأننا لم نشهد ذلك ابدا فلا يوجد اتصالات ولا تدخلات يومية في الشؤون اللبنانية.