يحسب لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة حرصه على دعم الثقافة بحضوره وتواجده في أغلب الفعاليات الثقافية، ومنها رعايته وحضوره لاحتفال اليوم العالمي للمسرح، والذي أقامه مشكوراً جمعية الثقافة والفنون فرع الرياض، ويحسب للجمعية تكريمها ثلاثة من رواد المسرح وهم محمد العلي وبكر الشدي وعبدالعزيز الحماد. وحقيقة حرصت على حضور الحفل على الرغم شعوري بعدم وجود فعل مسرحي خلال العام الماضي ولكن تقديرا لحماس وحرص كل من الزميلين عبد العزيز السماعيل ورجاء العتيبي على الحضور، خالفت رأياً لي نشر ضمن تحقيق عن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح نشرته جريدة اليوم قلت فيه "يحتفل العالم بيوم المسرح، ونحتفل في المملكة بهذا اليوم، وليتنا لا نحتفل به لأسباب عديدة، في اليوم العالمي للمسرح يلتقي كثير من المسرحيين يناقشون ما قدّموه في عامٍ مضى، يطّلعون على أحدث التجارب المسرحية، ويقرؤون رسالة اليوم العالمي للمسرح، ولكن ما ذا يحدث هنا، قبل المناسبة بأيام يتذكر بعض المسرحيين أو المشرفين على جمعيات الثقافة والفنون بأن هنالك مناسبة خاصة بالمسرح « ويالله ياشباب .. فزعتكم .. نقدم مشهدا مسرحيا قصيرا.. أي شيء وليكن ارتجالا.. المناسبة سيرعاها مسئول كبير وسيقرأ فيها كلمة اليوم العالمي للمسرح».. هذا ما يحدث للأسف بأغلب فروع الجمعية ومدن المملكة، لا مسرح إلّا مسرح المناسبات.. أعياد أو مشاريع مرتجلة لمشاركات خارجية، لماذا نحتفل إذا كان مسرحنا يُبنى على الارتجال ولم يحقق مشروعيّته بعد؟ لماذا نحتفل ونوهم أنفسنا أن هنالك مسرحا..؟ لذا أتمنى عدم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح حتى يكون هنالك مسارح يُعرض فيها أعمال جيدة لمدة طويلة.. ويكون لكل مسرحي كاتب وممثل ومخرج وفني وإداري قيمته في المشهد الثقافي والمجتمع" وقد أوردت ما قلته كاملاً، لأن الأمر لم يتغير بعد حضوري للاحتفال، بالعكس، فوجئت بفقرات لا علاقة لها بالمسرح، وبالذات فقرة ألعاب الخفة والأكروبات، و إن كان هنالك بعض الحركات القريبة من المسرح الإيمائي "البانتومايم"، ولكن بدون نص، غير التقاسيم على العود والكمان التي لم تضف للمشهد " غير المسرحي" شيئاً. وفي الحفل تفضل معالي وزير الثقافة والإعلام بتدشين مسابقة مسرح شباب الرياض، المفاجأة أن المسابقة هي تجربة لمجموعة فرق لتقديم مقطع من مسرحية هملت لشكسبير. يا سادة يا كرام مسرح شباب في جمعية الثقافة والفنون أم فصل بأكاديمية مسرح، حتى العرض الافتتاحي والذي من المفترض أن يكون أجود العروض شعرنا بغربة الممثلين عن النص، هل من المعقول أن لا يكون هنالك أعمال مسرحية عربية يتم إعدادها، المكتبة العربية تزخر بالكثير، أين مسرح توفيق الحكيم نعمان عاشور سعدالله ونوس وغيرهم، صدقوني ليس هذا تجريباً ولا إبداعاً ، نحن يجب أن نقدم مسرحاً يقترب من الناس، وليس مسرحاً نخبوياً. للأسف كان المسرح الذي نريده هذا المساء، كنت أتمنى أن أقول لمعالي الوزير عبد العزيز خوجة ولسعادة وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان، المسرح – وفق رأيي- أجمل به المتعة والثقافة والفرجة، به حوار يمتد من خشبة المسرح إلى الجمهور المتفرج إلى المجتمع.. إذا لم يتغير الأمر فالعام المقبل ليكن الاحتفال بكل شيء إلا المسرح.