نجحت شركة ارامكو بابتكار تطبيقات جديدة لاستخدامات الكبريت الذي تنتجه مصافيها ومعاملها حيث حددت عدة تطبيقات أساسية للكبريت في مواد الإنشاء لخفض الطلب على الأسفلت. وكان التطبيق الأول هو تطوير مزيج معدل للاسفلت مبتكر حديثاً في الشركة يقوم على استخدام الكبريت. وقد تميز أداء مزيج الأسفلت الجديد، من حيث مقاومته للتشوه، عن الخلائط الحالية المعدلة التي يتم تسويقها دولياً. وقامت ارامكو أيضاً من جانب جهودها لخفض الطلب على الأسفلت وإطالة عمر الرصف وبالتعاون مع وزارة النقل بوضع برنامج مدته خمسة أعوام لدراسة أداء الاسفلت الكبريتي، وأظهر البرنامج أن أداء الاسفلت الكبريتي الأولي يعادل الاسفلت المعدل بالبوليمر. كما طورت الشركة مزيجاً للاسمنت الكبريتي يقلل من استهلاك المياه وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون والطلب على الأسمنت التقليدي، حيث ستحد نتائج هذه الأفكار المبتكرة من الطلب على الاسفلت، كما ستؤجل الاستثمارات الرأسمالية وتضيف قيمة للكبريت. وقد اشترطت أرامكو السعودية أن يتم تعبيد جميع الطرق الاسفلتية فيها باستخدام تطبيقات الكبريت، حيث تم إنشاء أول طريق يستخدم فيه هذا التطبيق وتجربته في عام 2011م. وتقود ارامكو بالتعاون مع قطاعات حكومية ذات صلة جهوداً في المملكة لتوفير طرق أجود وأكثر صلابة وأطول عمراً من خلال تنفيذ تقنية الأسفلت الممزوج بالكبريت. وستوفر هذه التقنية سمات محسنة لمادة الربط البترولية حيث تتكون الطرق في العادة من 5% مادة رابطة والباقي من صخور مفتتة. وسوف تزيد هذه التقنية كمية الأسفلت المتاحة بسبب الكمية الإضافية من الكبريت التي تمزج في المادة الرابطة وذلك لتلبية الطلب المتزايد في ظل النمو الذي يشهده اقتصاد المملكة. في وقت يعد الكبريت منتجا ثانويا يدخل في معالجة الغاز الطبيعي أو تكرير الزيت الخام، ويتم استخلاص 75% من الكبريت المنتج في المملكة من الغاز، و25% من الزيت. وقد طبقت تقنية الأسفلت الممزوج بالكبريت لأول مرة على المستوى الدولي في السبعينيات حين كانت أسعار الكبريت منخفضة نسبياً وأسعار الزيت مرتفعة نسبياً. وعلى مستوى العالم، تم تشييد عدد كبير من الطرق والمطارات والهياكل الأخرى وتطبيق وتنفيذ مشاريع تنموية استخدمت فيها تقنية الأسفلت الممزوج بالكبريت خلال تلك الفترة. وفي أواخر السبعينيات، بدأت البحوث في المملكة (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقلف كندا) حيث شيدت ثلاث طرق تجريبية في المنطقة الشرقية تشمل تحويلة الكويت، وطريق أبوحدرية السريع، والطريق التجريبي 3 لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وعلى الرغم من أن أداء هذه الطرق لم يكن على النحو المرجو، تواصلت البحوث حتى مع تراجع الاهتمام على مستوى العالم نتيجة ارتفاع أسعار الكبريت. ومع ذلك فقد عاد الاهتمام الدولي باستخدام تقنية الأسفلت الممزوج بالكبريت من جديد، وكانت العروض التي قدمها موظفو أرامكو السعودية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن لمجموعة ائتلاف الكبريت، معهد الكبريت، قد أكدت وجود نتائج مشجعة. ويعمل حالياً معهد الكبريت بنشاط على نقل تقنية الأسفلت الممزوج بالكبريت إلى إدارة الطرق الفيدرالية الأمريكية وغيرها من القنوات. وفي منتصف الألفية الثانية، دخلت أرامكو السعودية في مشاورات مع وزارة النقل بشأن تطبيق تقنية الأسفلت الممزوج بالكبريت في المملكة حيث كان مخزون المملكة من الكبريت يزداد، وكانت الشركة تبحث عن طرق لاستخدام الكبريت بفاعلية. وبعد التجربة الناجحة للطرق التجريبية على مدى أربع سنوات 2005 م- 2009م انتشرت التقنية بقوة أكثر.