قبل بداية الموسم يرتفع سقف طموحات الأندية الصاعدة من دوري الدرجة الأولى إلى دوري «زين» السعودي للمحترفين، وكذلك هو الحال مع بعض أندية الدوري الممتاز التي تسعى إلى إثبات جدارتها والبقاء في دوري الأضواء، لكن مع قرب نهاية الموسم تتفاجأ الجماهير بمصارعة فرقها على البقاء والبحث عن سبل الهروب من شبح الهبوط لتتلاشى كل تلك الطموحات، وتتحول إلى آمال بأن يبقى بين فرق الكبار. بعد الجولة 23 من دوري «زين» السعودي للمحترفين بدأت تتضح ملامح الفرق التي تصارع للبقاء خوفاً من مرافقة الأنصار إلى دوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل بعد أن ثبت بشكل كبير جداً هبوطه، إذ تصارع فرق وهجر والتعاون والقادسية على البقاء بالرغم من أنها لم تقدم ما يشفع لها بالبقاء، فيما ضمن فريقا نجران والفيصلي والرائد البقاء في دوري «زين» نسبيا نظراً لابتعادهم عن مؤخرة الترتيب. العواد: يستنفدون طاقتهم أمام الكبار فيخسرون كل شيء!! أول المودعين ظهور مخجل للأنصار في دوري «زين» كشف سوء الإعداد لهذه المرحلة إذ لم يجمع الفريق سوى سبع نقاط خلال 23 جولة لعبها تلقى خلالها 19 خسارة وتعادل في مباراة واحدة بينما فاز في مباراتين، إذ ضمن الأنصار هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى بنسبة 95 في المائة كون الفريق تنتظرة مباريات صعبة مع الفتح والرائد والشباب ونجران. شبح الهبوط يهدد ثلاثة القادسية (فارس الخبر) أفلت في الموسم الماضي من الهبوط لدوري الدرجة الأولى بقرار لجنة الانضباط الذي أدى إلى هبوط الوحدة، ولم يستفد مسيرو القادسية من ذلك القرار ليتكرر سيناريو شبح الهبوط في هذا الموسم، يحتل الفريق المركز قبل الأخير برصيد 16 نقطة حققها من أربعة انتصارات وأربعة تعادلات و15 خسارة، وتبقى للفريق أربع مباريات مع الأهلي والفيصلي وهجر والنصر . هجر يعيش وضعا صعبا قبل مراحل الحسم أما التعاون أو (سكري القصيم) كما يحلو لمحبيه تسميته ظهر بصورة مغايرة عن تلك التي ظهر بها في الموسم الماضي؛ عندما احتل المركز الثامن وكان مفاجأة الدوري السعودي؛ إذ يقبع اليوم في المركز12 برصيد 18 نقطة نالها بفوزه في أربع مباريات وتعادله في ست وخسارته 13 مباراة، وتبقت للتعاون مباريات تجمعه مع النصر والفتح والرائد . ثالث المهددين بالهبوط هو الضيف الجديد (هجر) الذي خانته الظروف والخبرة، وأرهقته أخطاء الحكام آخرها تلك التي وقع فيها الحكم خالد الزهراني في مباراة الأهلي هجر يمتلك في رصيده 20 نقطة ويحتل المركز ال 11؛ فاز وتعادل في خمس مباريات، وخسر13 مباراة ومواجهاته المقبلة صعبة جداً؛ إذ سيلاقي نجران والقادسية والاتحاد. فرق ضمنت البقاء نجران رغم الظروف المادية القاسية وتأخر رواتب لاعبيه لمدة ستة أشهر؛ إلا أن الفريق في المركز الثامن ب 27 نقطة والفيصلي في المركز التاسع ب23 نقطة وفريق الرائد عاشر الترتيب ب 22 نقطة. معاناة الأندية الصغيرة «دنيا الرياضة» تواصلت مع نائب رئيس هجر عبدالعزيز القرينيس لمعرفة ظروف فريقه والعوامل التي تسببت في معاناته ووضعته في مركز غير مطمئن في جدول الترتيب، إذ قال: «السبب الرئيس في وضع الفريق الحالي هو عدم توفر المادة، وفي ظل شح الموارد المالية يتم اختيار لاعبين أجانب سيئين فالأندية الصغيرة لا تستطيع جلب محترفين على مستوى عال كبقية الأندية الكبيرة، كما أن تأخر الإعانات والحقوق المادية النادي لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم وحقوق النقل التلفزيوني من أكبر المسببات المعيقة لتقدم الاندية الصغيرة». وتساءل القرينيس: «ما فائدة المبلغ الذي تم تسليمه للأندية عن الفترة الماضية والموسم الحالي شارف على الانتهاء؟!، هجر حاول ولا يزال يحاول التغلب على كل الظروف التي نمر بها ونأمل ان يبقى في دوري دوري «زين»». مدربون يفنّدون الأسباب فنياً تطرق المحلل الفني تركي العواد خلال حديثه للعوامل التي تسببت في مصارعة بعض الفرق على الهبوط إذ لخصها في ثلاثة عوامل هي: «عدم الاستقرار الفني في الفرق وتغيير المدربين في منتصف الموسم، فبعض الإدارات تعمل على تغيير المدرب قبل أن يفرض شخصيته على الفريق وتتم إقالته ويرحل من الدوري السعودي، ولا يتعرف على أخطائه وأخطاء اللاعبين». وأضاف العواد: «عدم تحديد الأولويات بالنسبة للفرق الصغيرة عامل مهم؛ إذ تلعب بكامل طاقتها مع الفرق الكبيرة وحين توتجه مقاربة لمستوياتها تجد أن طاقة الفريق وجهده استنفدت بالكامل أمام الفرق الكبيرة فتحدث الخسائر من فرق منافسة على البقاء، إضافة إلى ذلك فبعض الأندية لا تولي اهتماماً للانتقالات الشتوية، وتعتقد أن الفترة الصيفية هي المهمة فقط بعكس الفرق الأوروبية، التي يطغى نجاحها بعد الفترة الشتوية فالمدرب يتعرف في بداية الموسم على مشاكل الفريق ونقاط ضعفه ويحاول أن يدعم مراكزه بلاعبين أكفاء». العواد توقع أن يرافق القادسية الأنصار نحول الدرجة الأولى. وأرجع المدرب الوطني يوسف عنبر سوء نتائج تلك الفرق إلى عدم وجود استراتيجية واضحة للأندية الصغيرة وأن ذلك هو ما يؤثر عليها، مبينا: «إقالة المدربين مرتين في السنة يضر كثيراً بالفريق، وأشار إلى أن النادي مثلث نجاح يتمثل في الإدارة واللاعبيين والجهاز الفني». واستدل عنبر بفريق الفتح مثالا حيّا للاستقرار «الفتح من الفرق ذات المنهجية الواضحة بعكس القادسية الذي يصدِّر اللاعبين ولديه خطة استثمارية وهو ما أضره خلال الموسمين الماضيين وها هو الآن يصارع على البقاء، أمام الأقرب للهبوط مع الأنصار فأنا أرشح القادسية». من جهته شدّد المحلل الفني سلطان خميس على أن الإعداد الجيد هو النقطة الأولى المحددة لمستقبل أي فريق في الدوري صغيرا كان أو كبيرا، وقال: «الفرق التي تصارع على الهبوط في كل موسم هي ذاتها من تجلب بعض التعاقدات السريعة، وتلجأ للمعسكرات الوهمية التي تؤدي بدورها لموسم سيئ ونتائج كوارثية». ويرى المحلل الفني خالد مسعد أن الخسائر المتتالية لفرق الأنصار وهجر كانت بسبب قلة الخبرة، إضافة إلى أنهم لم يطوّروا من أنفسهم كثيراً بعد صعودهم لدوري «زين» ووصلوا لمرحلة معينة توقفوا فيها، وقال: «أرشح هجر لمرافقة الأنصار والهبوط إلى الدرجة الأولى، هجر خانته تعاقدات اللاعبيين الأجانب مع أنه يملك لاعبين مميزين مثل توفيق بو حيمد وخالد الرجيب اللذين قادا الفريق رغم عدم تواجد اللاعب الأجنبي المميز».