كشفت امرأة تحمل فيروس نقص المناعة المكتسبة ( الايدز) عن أنها اضطرت لأكل روث الأبقار حتى تتمكن من تناول الأدوية لأنها فقيرة إلى حد أنها لا تستطيع شراء الطعام. ولجأت سيبونغايل خومالو ( 45 عاما) إلى هذه الخطوة بعد أن حذرها الأطباء من أن العقاقير التي تتعاطاها لمقاومة الفيروس لن تعمل عملها على معدة خاوية. وقالت المرأة الجنوب افريقية والأم لأربعة أطفال في مقابلة مع صحيفة « صنداى تايمز» المحلية إنها الآن تتناول روث الأبقار خمس مرات في الأسبوع، وتضيف،» لا بد من آكل الروث، ليس لدي شيء غيره وإلا سأموت. لا استطيع أن أتناول الأدوية المقاومة للفيروس على معدة خاوية. إنني اقتات على الروث منذ عام.» وتقول خومالا العاطلة عن العمل والتي أصيبت بفيروس الايدز منذ خمس سنوات، إن أسرتها باتت تعيش في فقر مدقع بعد أن فقدت عملها كخادمة منزلية باجر يومي يبلغ 50 راند( 27 ريالا)، وان هذا الوضع أرغمها على التقاط الروث من المنطقة حول منزلها في مدينة الصفيح بشمالي ديربان باقليم الزولو الجنوب أفريقي. وأشارت الصحيفة إلى أن عائلة خومالا واحدة من أكثر من مئة أسرة تنقب في أكوام القمامة بالمنطقة بحثا عن الطعام. ويقول السكان المحليون إنهم يتلقون طرودا غذائية خيرية غير أنها لا تكفي لإطعام السكان الفقراء وان الوضع يزداد سوءا بالنسبة للذين يتناولون الأقراص المضادة للفيروسات، والتي تقوم حكومة جنوب إفريقيا بتوزيعها لمنع تطور الوضع لدى حاملي الفيروس إلى مرض كامل. غير أن تلك الأدوية الهائلة القوة لا تعمل عملها على معدة خاوية ويتعذر تناولها بلا مغذيات. وتشير الأبحاث إلى أن تناول الأدوية المقاومة للفيروسات على معدة خاوية يفاقم الآثار الجانبية لهذه الأدوية بما في ذلك الصداع والدوخة والارتجاف. وتقول خومالا إنها تقتسم ما تعثر عليه من طعام مع أطفالها ولكنها تعتمد على روث الأبقار في ملء معدتها وإنها في بعض الأحيان تتناول الروث مع بقايا لحوم أو خضروات تعثر عليها في القمامة. معظم الفقراء لا يستطيعون سد حاجتهم من الغذاء إلا من القمامة وتضيف خومالا قائلة،» كثيرا ما نقتات على الطعام الفاسد. إننا نعثر في القمامة على أطعمة تالفة مثل الطماطم والبصل والملفوف واللحوم ونقوم بغسلها جيدا قبل طبخها.» وقال سكان آخرون في مدين الصفيح إنهم يقتاتون أيضا على روث الأبقار. ومن هؤلاء ديليوي شونغوي(62 عاما) التي أصيبت بالفيروس منذ عام 2008، وتقول إنها تعرف العديد من الأشخاص الذين يجوبون الحقول لالتقاط روث الأبقار، وتضيف،» هذه طريقتنا في الحياة ولا خيار آخر لدينا.» ويعتبر هذا التقرير الأحدث ضمن منظومة من التقارير التي تكشف عن أن المجتمعات الفقيرة في جنوب أفريقيا تلجأ لتناول روث الأبقار لدعم علاجاتهم ضد فيروس الايدز. ففي العام الماضي، ذكر مسؤولون في دولة سوازيلاند المجاورة إن العشرات من المرضى يتناولون روث الأبقار للبقاء على قيد الحياة. ومما لا يدهش أن الجهات الطبية عبرت عن قلقها حيال هذه النزعة المثيرة للقلق.ويصف الدكتور ديف سبنسر،الاختصاصي في علاج الايدز بإحدى المنظمات العلاجية الخيرية في جوهانسبرغ الوضع بأنه «مرعب»، ويقول، «هذا وضع غير مريح. إنها قصة مثيرة للرعب عن وضع لا يمكن تقبله. روث الأبقار يحتوى على بكتيريا وكائنات مجهرية ضارة بالإنسان وان تناوله لن يفيد حاملي فيروس الايدز. وفي حقيقة الأمر أن جرثومة إي كولاي والبكتريا في أمعاء الأبقار يمكن أن تسبب كافة أنواع الأمراض المسببة للإسهال.» وتشير الإحصاءات إلى أن 17 بالمئة من سكان جنوب أفريقيا – أي حوالي 6 ملايين شخص- يحملون فيروس الايدز وان حوالي 1000 منهم يموتون يوميا بالأمراض ذات صلة بنقص المناعة المكتسب، ويخشى الخبراء العديد منهم قد يلتقطوا العدوى دون أن يدركوا. ويزداد الوضع سوءا في ضوء حقيقة أن 40 بالمئة من الجنوب أفريقيين يعشيون بدخل يقل عن ما يعادل 7 ريالات في اليوم. وفي ظل تزايد معدلات البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية مثل الخبز فان العديد من الأشخاص باتوا عاجزين عن توفير وجبات مناسبة لأسرهم. وفي سوازيلاند الحق فيروس الايدز خسائر فادحة بالنظام التعليمي وتسبب في إغلاق المدارس لعدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها بدفع مصروفات تعليم الأيتام والأطفال المعرضين للإصابة بالمرض. وتشير الأرقام إلى أن خمس سكان سوازي لاند – أي حوالي 200000 طفل في سن اقل من 15 عاما يشكلون أطفالا تيتموا بسبب مرض الايدز ، ويقول مديرو المدارس الذين تعتمد مدارسهم على المصروفات التي يدفعها الطلاب وعلى الإعانات الحكومية إنهم لا يستطيعون مواصلة العملية التعليمية.