فيما دعت موسكو أمس المعارضة السورية إلى "أن تحذو حذو دمشق" وأن توافق "بوضوح" على خطة التسوية السلمية التي اقترحها المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، اتهمت الولاياتالمتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بعدم الوفاء بوعوده لجهة تطبيق خطة عنان. وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الرئيس السوري وقالت للصحافيين إن "الأسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق" خطة السلام التي قدمها عنان. واضافت نولاند "أن واشنطن قلقة بشأن التوقيفات وأعمال العنف التي تتواصل في سورية اليوم". وأوضحت "سنحكم على (بشار الأسد) على أساس أعماله لا على أساس وعوده"، داعية الى "مواصلة الضغط" عليه. ورأت أيضا أن "استمرار التوقيفات وأعمال العنف لا يشكل إشارة جيدة". من جانبها، حثت الصين أمس النظام السوري والمعارضة على احترام "التزاماتهما" في اطار خطة عنان للخروج من الازمة. وسيزور كوفي عنان طهران الاسبوع المقبل لإجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين حول الوضع في سورية. وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي للصحافيين على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى ايران إن "هناك بعض الخلافات بين ايران وتركيا بخصوص المسألة السورية". وتابع متحدثا بالانكليزية "لكننا نقترب من ردم هوة الخلافات، مع المهمة التي يقوم بها كوفي عنان ودعم تركيا ودول عربية والاممالمتحدة نأمل في إيجاد مخرج للقضية السورية". ميدانيا، كثف الجيش السوري أمس عملياته في أنحاء البلاد ما أثار الشك بشأن موافقة دمشق، بحسب الاممالمتحدة، على خطة عنان. واغتالت مجموعة مسلحة ضابطاً سورياً برتبة عميد في مدينة حلب شمال البلاد. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مطلع قوله إن "مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت العميد خليف العبدالله من مرتبات الكلية الجوية اثناء توجهه إلى عمله". وقال المصدر إن "4 إرهابيين يستقلون سيارة سياحية استهدفوا الشهيد العبدالله بعد خروجه من منزله متوجهاً إلى عمله بالقرب من جامع الباسل في الحي الرابع بالحمدانية وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى استشهاده". وتنص خطة عنان على وقف كل أعمال العنف المسلح وهدنة إنسانية يومية لساعتين وتسهيل وصول الإعلاميين الى كل المناطق المتضررة. كما تدعو الى اطلاق عملية سياسية والافراج عن المعتقلين تعسفياً. من جهته دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الرئيس السوري الى التطبيق "الفوري" لخطة كوفي عنان. وقال خلال مؤتمر صحافي في الكويت "أناشد الرئيس الاسد تنفيذ تعهداته فورا ليس هناك وقت لنضيعه". غير أن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن لوكالة (فرانس برس) أمس ان السلطات السورية "لن تتعامل" مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية. وقال مقدسي إن "سورية لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان"، مشيراً الى أن دمشق ستتعامل مع الدول العربية على أساس ثنائي فقط، بعد قرار تعليق عضويتها في الجامعة. في بيروت، أعلن الجيش اللبناني أمس ضبط سيارتين، على متنيهما سوريون ولبنانيون، محملتين بالاسلحة والذخائر في منطقة مشاريع القاع المحاذية للحدود الشرقية مع سورية. وقال في بيان أن قوى الجيش "ضبطت بداخل السيارتين كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والذخائر.. وكمية من الأعتدة والألبسة العسكرية". وأضاف البيان أن السيارتين كانتا تنقلان "عشرة أشخاص خمسة منهم لبنانيون والآخرون سوريون". وأشار إلى "تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة".